الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - بَابُ الْكَفَالَةِ
2405 -
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الزَّعِيمُ غَارِمٌ، وَالدَّيْنُ مَقْضِيٌّ"(1).
= أنه قال: قال لي يحيى بن معين في حديث يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر رضىِ الله عنهما: "مطل الغني ظلم" قد سمعته عن هشيم، ولم يسمعه يونس من نافع. قلت ليحيى: لم يسمع يونس من نافع شيئًا؟ قال: بلى، ولكن هذا الحديث خاصة لم يسمعه يونس من نافع.
هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالسماع عند أحمد وغيره.
وأخرجه أحمد (5395)، والبزار (1299 - كشف الأستار)، وابن الجارود (599)، والطحاوي في "شرح المشكل"(2754)، والبيهقي 6/ 70، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 48 من طريق هثم بن بشير. بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي (2755) من طريق هشيم أيضًا، أخبرنا يونس بن عبيد، أخبرنا نافع، عن ابن عمر مرفوعًا:"إذا أُحِلتَ عليَّ مليء فأتبعه" واعتمادًا عليَّ هذه الرواية قال الطحاوي: إن ابن معين أراد نفي سماع يونس من نافع القطعة الأولى من الحديث وهي: "مطل الغني ظلم"، أما الثانية فسمعها منه. والله أعلم.
ويشهد للحديث بتمامه حديث أبي هريرة السالف قبله.
وحديث عمرو بن الشريد، عن أبيه، وسيأتي عند المؤلف برقم (2427).
(1)
إسناده حسن. إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.
وأخرجه مطولًا أبو داود (3565)، والترمذي (1311) و (2253) من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(22294).
قوله: "الزعيم غارم" الزعيم: الكفيل، فكل مَن تكفَّل دينًا عن غيره، عليه الغُرمُ.
2406 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّراَوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا لَزِمَ غَرِيمًا لَهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ أُعْطِيكَهُ. فَقَالَ: لا وَاللَّهِ، لا فارقتك حَتَّى تَقْضِيَنِي أَوْ تَأْتِيَنِي بِحَمِيلٍ، فَجَرَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"كَمْ تَسْتَنْظِرُهُ؟ " قَالَ: شَهْرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَأَنَا أَحْمِلُ لَهُ"، فَجَاءَهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا؟ " قَالَ: مِنْ مَعْدِنٍ، قَالَ:"لا خَيْرَ فِيهَا" وَقَضَاهَا عَنْهُ (1).
(1) إسناده حسن مِن أجل عمرو بن أبي عمرو.
وأخرجه أبو داود (3328) من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد.
قوله: "بحميل" أي: بكفيل.
وقوله: "من أين أصبت هذا" رواية أبي داود: "
…
هذا الذهب" وهي أوضح من رواية المصنف.
وقوله: "لا خير فيها" قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 54: يشبه أن يكون رَدُّهُ الذهبَ لِسبب علمه فيه خاصة لا من جهة أن الذهب المستخرج من المعدن لا يُباحُ تموُّلُه وتملكه،
…
، ويحتمل أن يكونَ ذلك من أجل أن أصحاب المعادن يبيعون ترابها ممن يُعالجه، فيحصل ما فيه من ذهب أو فضة، وهو غرر لا يدرى هل يوجد فيه شيء منهما أم لا،
…
، وفيه وجه آخر، وهو أنه ليس لها رواجٌ، وذلك أن الذي كان تحمَّله عنه دنانير مضروبة، والذي جاء به تبرٌ غير مضروب، وليس بحضرته مَن يضربه دنانير،
…
، وقد يحتمل ذلك أيضًا وجهًا آخر، وهو أن يكونَ إنما كرهه لما يقع فيه من الشبهة ويدخله من الغرر عند استخراجهم إياه من المعدن، وذلك أنهم إنما استخرجوه بالعشر أو الخمس أو الثلث مما يُصيبونه، وهو غررٌ لا يدرى هل يصيب العامل فيه شيئًا أم لا.