الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهَرَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا"(1).
20 - بَابُ مَنْ حَارَبَ وَسَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَادًا
2578 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ
(1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد ابن أسامة، وبريد: هو ابن عبد الله بن أبي بردة، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى.
وأخرجه البخاري (7071)، ومسلم (100)، والترمذي (1526) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد.
وهو في "شرح مشكل الآثار"(1325).
قال الحافظ في "الفتح" 13/ 24 في تفسير قوله: "فليس منا": أي: ليس على طريقتنا، أو ليس متبعًا لطريقتنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يُرعِبَه بحمل السلاح عليه لإرادة قتالِه أو قَتلِه، ونظيره:"مَن غشنا فليس منَّا" و"ليس منَا مَن ضربَ الخدودَ وشقَّ الجيوبَ".
وقال الكرماني: أي: ليس ممن اتبع سنتنا وسلك طريقتنا، لا أنه يريد: ليس من ديننا.
وقال البدر العيشي في "عمدة القاري" 24/ 187: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وإن لم يكن المحذورُ محققًا، سواء كان ذلك في جدٍّ أو هزلي، فقد روى الترمذيُّ (2300) من رواية خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا:"مَن أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة" وقال: حديث حسن صحيح غريب.
وقال المناوي في "فيض القدير": فليس منا إن استحل ذلك، فإن لم يستحل، فالمراد: ليس متخلقًا بأخلاقنا، ولا عاملًا بطرائقنا، أطلقه مع احتمال إرادة: ليس على ملتنا مبالغة في الزجر عن إدخال الرعب على الناس، وجمع الضمير، ليعم جميع الأمة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ:"لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا، فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا" فَفَعَلُوا، فَارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَاقُوا ذَوْدَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ فِي طَلَبِهِمْ، فَجِيءَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا (1).
(1) إسناده صحيح. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل.
وأخرجه مسلم (1671)(9)، وأبو داود (4367)، والترمذي (72) و (1951) و (2164)، والنسائي 7/ 95 - 97 من طرق عن حميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (233) و (1501) و (5685)، ومسلم (1671)(9 - 13)، وأبو داود (4364 - 4368)، والئرمذي (72) و (1951) و (2164)، والنسائي 7/ 97 من طرق عن أنس.
وأخرجه النسائي 1/ 160 - 161 و 7/ 97 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري،
عن أنس. وقال النسائي: لا نعلم أحدًا قال: عن يحيي عن أنس، غير طلحة، والصواب عندي -والله أعلم- يحيى عن سعيد بن المسيب مرسل. ثم أخرجه 7/ 97 عن سعيد مرسلًا.
وهو في "مسند أحمد"(12042)، و"شرح مشكل الآثار"(1814)، و"صحيح ابن حبان"(4471).
قوله: "عرينة" قال الحافظ في "الفتح" 1/ 337: عرينة: حي من قضاعة، وهي من بَجِيلَةَ، والمراد هنا الثاني، كذا ذكره موسى بن عقبة في "المغازي"، وكذا رواه الطبري من وجه آخر عن أنس، وللبخاري وغيره: أن رهطًا من عكل وعرينة، وعكل: قبيلة من تيم الرباب، وذكر ابن إسحاق في "المغازي" أن قدومهم كان بعد غزوة ذي قرد، وكانت في ذي القعدة، وذكر الواقدي أنها كانت في شوال، وتبعه ابن سعد وابن حبان وغيرهما. =
2579 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ قَوْمًا أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَطَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ (1).
= وقوله: "فاجتووا المدينة" معناه: عافوا المقام بالمدينة، فأصابهم بها الجوى في بطونهم، يقال: اجتويت المكانَ: إذا كرهتَ الإقامة به لضرر يلحقك فيه، وقال أبو زيد: يقال: اجتويت البلاد: إذا كرهتها، وإن كانت موافقة لك في بدنك، ويقال: استوبلتها: إذا لم تُواففك في بدنك، وإن كنت محبًا لها. قاله الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 297.
وقوله: "ذود" قال في "النهاية": الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى تسع.
وقوله: "وسمر أعينهم" أي: كحلهم بمسامير محماة، وللبخاري (6804) من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس: فأمر بمسامير فأُحميت، فكحلهم. ولمسلم (1671) من رواية عبد العزيز وحميد، عن أنس، سمل، أي: فقأ أعينهم. وإنما فعل ذلك بهم لأنهم فعلوا في الرعاة مثله وقتلوهم، فجازاهم على صنيعهم بمثله، ففي "صحيح مسلم"(1671)(14) من طريق سليمان التيمي، عن أنس قال: إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرِّعاء.
وقوله: "بالحرَّة" قال العيني في "عمدة القاري": المراد من الحرة هذه حرة بظاهر مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بها حجارة سود كثيرة، كانت بها الوقعة المشهورة أيام يزيد ابن معاوية سنة 63. وانظر خبرها في "جوامع السيرة" لابن حزم ص 357، وهي حرة واقم، وهي الحرة الشرقية.
(1)
إسناده قوي من أجل الدراوردي -واسمه عبد العزيز بن محمَّد-، وباقي رجاله ثقات. إبراهيم بن أبي الوزير: هو إبراهيم بن عمر بن مطرف، وعروة: هو ابن الزبير.
وأخرجه النسائي 7/ 99 من طريقين عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا 7/ 99 من طرق عن هشام، عن أبيه مرسلًا.
قوله: "لقاح" هي ذات اللبن من النُوق. قاله السندي.