الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكفّ؛ فيُذنب الذّنب فيَنقبض منه، ثم يُذنب الذّنب فيَنقبض، حتى يُختم عليه، ويسمع الخير فلا يجد له مَساغًا
(1)
. (15/ 300)
82061 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- قال: نُبِّئت: أنّ الذّنوب على القلب تحفّ به من نواحيه حتى تلتقي عليه، فالتقاؤها عليه الطبعُ
(2)
. (15/ 300)
82062 -
قال بكر بن عبد الله المُزني: إنّ العبد إذا أصاب الذّنب صار في قلبه كوخزة الإبرة، ثم إذا أذنب ثانيًا صار كذلك، فإذا كثرت الذّنوب صار القلب كالمنخل أو كالغربال
(3)
. (ز)
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
(15)}
82063 -
قال عبد الله بن عباس: {كَلا} ، يريد: لا يُصَدِّقون
(4)
. (ز)
82064 -
عن الحسن البصري -من طريق عمرو بن عبيد- في قوله: {كَلّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} ، قال: يكشف الحجاب، فينظر إليه المؤمنون كلَّ يوم غدوة وعشية. أو كلامًا هذا معناه
(5)
. (ز)
82065 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق خليد- {كَلّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} : هو ألا يَنظر إليهم، ولا يُزكّيهم، ولهم عذاب أليم
(6)
. (ز)
82066 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم أوعدهم، فقال:{كَلّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} لأنّ أهل الجنة يرونه عيانًا لا يحجبهم عنه، ويُكلّمهم، وأما الكافر فإنه يقام خلف الحجاب؛ فلا يُكلّمهم الله تعالى، ولا يَنظر إليهم، ولا يزُكّيهم، حتى يأمر بهم إلى النار
(7)
. (ز)
82067 -
عن أبي حفص، يقول: سمعتُ مالك بن أنس يقول: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22 - 23]، قوم يقولون إلى ثوابه. قال مالك: كذبوا، فأين هم عن قول الله تعالى:{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} !
(8)
. (ز)
(1)
أخرجه ابن جرير 24/ 202 بنحوه.
(2)
أخرجه ابن جرير 1/ 266، والبيهقي (7210).
(3)
تفسير الثعلبي 10/ 153.
(4)
تفسير البغوي 8/ 365.
(5)
أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص 711 - 712 - ، وابن جرير 24/ 205.
(6)
أخرجه ابن جرير 24/ 204.
(7)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 623.
(8)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 326.
82068 -
عن عبد الله بن المبارك -من طريق نعيم بن حماد- أنه سمعه يقول: ما حَجب الله عز وجل أحدًا عنه إلا عذّبه. ثم قرأ: {إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إنَّهُمْ لَصالُو الجَحِيمِ ثُمَّ يُقالُ هَذا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} ، قال: بالرؤية
(1)
. (ز)
82069 -
عن أبي مُلَيكة الذِّماريّ -من طريق نِمران أبي الحسن الذماري- في قوله: {كَلّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} ، قال: المنّان، والمختال، والذي يقطع يمينه بالكذب ليأكل أموال الناس
(2)
. (15/ 301)
82070 -
عن أبي هرم، قال: قال الشافعي: في كتاب الله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} دلالة على أنّ أولياءَه يرونه على صفته
(3)
[7083]. (ز)
82071 -
عن الربيع بن سليمان، قال: كنتُ عند الشافعيِّ، فأتتْه رقعة مِن الصعيد فيها مسألة: ما يقول الشيخ في قول الله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} ؟ قال الشافعي: إذا حُجِب الكفار بالسّخط دليلٌ على أنّ المؤمن غير محجوب في الرضا
(4)
[7084]. (ز)
[7083] ذكر ابنُ كثير (14/ 287) قول الشافعي، ثم علّق قائلًا:«وهذا الذي قاله الإمام الشافعي? في غاية الحُسن، وهو استدلال بمفهوم هذه الآية، كما دل عليه منطوق قوله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22 - 23]، وكما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح المتواترة في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في الدار الآخرة رؤية بالأبصار في عرصات القيامة، وفي روضات الجنان الفاخرة» .
[7084]
اختُلف في قوله: {إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} على قولين: الأول: محجوبون عن كرامته. الثاني: محجوبون عن رؤيته.
وقد رجّح ابنُ جرير (24/ 205 - 206) العموم؛ لعدم الدليل على التخصيص، فقال:«وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْره- أخبر عن هؤلاء القوم أنهم عن رؤيته محجوبون. ويحتمل أن يكون مرادًا به: الحجاب عن كرامته. وأن يكون مرادًا به: الحجاب عن ذلك كلّه، ولا دلالة في الآية تدل على أنه مراد بذلك الحجاب عن معنى منه دون معنى، ولا خبر به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قامت حجّته. فالصواب أن يقال: هم محجوبون عن رؤيته، وعن كرامته؛ إذ كان الخبر عامًّا، لا دلالة على خصوصه» .
وقال ابنُ عطية (8/ 561 بتصرف يسير) معلّقًا على القولين: "فمَن قال بالرؤية -وهم أهل السنة- قال: إنّ هؤلاء لا يرون ربّهم، فهم محجوبون عنه، واحتجَّ بهذه الآية مالك بن أنس عن مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب، وإلا فلو حجب الرؤية عن الكلّ لما أغنى هذا التخصص
…
ومَن قال بألاَّ رؤية -وهو قول المعتزلة- قال في هذه الآية: إنهم محجوبون عن رحمة ربّهم وغفرانه".
_________
(1)
أخرجه الإمام ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة 6/ 390 (340).
(2)
أخرجه ابن جرير 24/ 205. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(3)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 117.
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 24/ 458، وأخرج نحوه في رواية أخرى 51/ 313 بلفظ: علمنا بذلك أنّ قومًا غير محجوبين، ينظرون إليه، لا يُضامون في رؤيته كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«ترون ربكم يوم القيامة كما ترون الشمس، لا تُضامون في رؤيتها» .