الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفلق
نزول المعوذتين
85601 -
عن عائشة، قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه، يقال له: لَبِيد بن أعصم. فلم تَزل به يهود حتى سَحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذوب ولا يدري ما وجَعه، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نائم إذ أتاه مَلكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجَعه؟ قال: مطبوب. قال: مَن طبّه؟ قال: لَبِيد بن أعصم. قال: بم طبّه؟ قال: بمُشط ومُشاطة
(1)
وجُفِّ طلْعة
(2)
ذَكر، بذي أرْوان
(3)
، وهي تحت راعُوفة البئر
(4)
. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا ومعه أصحابه إلى البئر، فنزل رجل، فاستخرج جُفّ طَلْعةٍ مِن تحت الراعُوفة، فإذا فيها مُشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومِن مُشاطة رأسه، وإذا تمثالٌ مِن شمعٍ تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فيها إبَرٌ مغروزة، وإذا وتَرٌ فيه إحدى عشرة عُقدة، فأتاه جبريل بالمُعوّذتين، فقال: يا محمد، {قل أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} وحلّ عُقدة، {مِن شَرِّ ما خَلَقَ} وحلّ عُقدة، حتى فرغ منها وحلّ العُقَد كلّها، وجعل لا ينزع إبرة إلا وجد لها ألَمًا، ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله، لو قتلتَ اليهودي. فقال:«قد عافاني الله، وما وراءه من عذاب الله أشد» . فأخرجه
(5)
. (15/ 793)
(1)
المشاطة: هي الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند التسريح بالمشط. النهاية (مشط).
(2)
جف الطلعة: وعاء الطلعة، وهو الغشاء الذي يكون فوقه. النهاية (جفف).
(3)
ذو أروان: هي بئر لبني زريق بالمدينة. تاج العروس (أرى، ذرو).
(4)
راعوفة البئر: هي صخرة تُترك في أسفل البئر، إذا حفرت تكون ناتئة هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها. النهاية (رعف).
(5)
أخرجه المستغفري في فضائل القرآن 2/ 731 - 732 (1097)، والبيهقي في الدلائل 7/ 92 - 94. والحديث بلفظ آخر عند البخاري 4/ 122 (3268)، 7/ 136 - 138 (5763، 5765، 5766)، 8/ 18 - 19 (6063)، 8/ 83 (6391)، ومسلم 4/ 1719 - 1720 (2189) دون ذكر المعوذتين.
قال الألباني في الصحيحة 6/ 618: «هذا إسناد ضعيف جدًّا» .
85602 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنّ لَبِيد بن الأعصم اليهودي سَحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وجعل تمثالًا فيه إحدى عشرة عُقدة، فأصابه مِن ذلك وجع شديد، فأتاه جبريل وميكائيل يعودانه، فقال ميكائيل: يا جبريل، إنّ صاحبك شاكٍ. قال: أجل، أصابه لَبِيد بن الأعصم اليهودي، وهو في بئر ميمونة، في كَرَبة
(1)
تحت صخرة في الماء. قال: فما دواء ذلك؟ قال: تُنزح البئر، ثم تُقلب الصخرة، فتوجد الكَرَبة فيها تمثالٌ فيه إحدى عشرة عُقدة، فتُحرق، فإنّه يبرأ بإذن الله. فأرسل إلى رهطٍ منهم عمّار بن ياسر، فنزح الماء، فوجدوه قد صار كأنه ماء الحناء، ثم قُلبت الصخرة، فإذا كَربة فيها صخرة فيها تمثالٌ فيه إحدى عشرة عُقدة، فأنزل الله:{قُلْ} يا محمد: {أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} الصبح. فانحلّتْ عُقدة، {مِن شَرِّ ما خَلَقَ} من الجنّ والإنس. فانحلّتْ عُقدة، {ومِن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَبَ} الليل وما يجيء به النهار، {ومِن شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي العُقَدِ} السحّارات المؤذيات. فانحلّتْ عُقدة، {ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ}
(2)
. (15/ 794)
85603 -
قال ابن عباس، وعائشة -دخل حديث بعضهما في بعض-: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدبَّت إليه اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان مِن مشطه، فأعطاها اليهود، فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له: لبيد بن أعصم، ثم دسها في بئر بني زريق، يقال لها: ذَروان، فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتثر شعر رأسه، ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجعل يذوب ولا يدري ما عراه، فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طُبَّ. قال: وما طُبَّ؟ قال: سُحِر. قال: ومن سَحَره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي. قال: وبم طَبَّه؟ قال: بمشط ومشاطة. قال: وأين هو؟ قال: في جُفِّ طلعةٍ تحت راعوفة في بئر ذروان -والجف: قشر الطلع، والراعوفة: حجر في أسفل البئر كان يقوم عليه المائح-. فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم مذعورًا، وقال:«يا عائشة، أما شعرت أن الله تعالى أخبرني بدائي» . ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا والزبير وعمار بن ياسر، فنَزحوا ماء البئر كأنه نُقاعة الحِنّاء
(3)
،
(1)
كربة: أصل السعف. وقيل: ما يبقى من أصوله في النخلة بعد القطع. اللسان (كرب).
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(3)
نُقاعة الحِنّاء: قال الداودي: المراد: الماء الذي يكون من غُسالة الإناء الذي تُعجن فيه الحِنّاء. فتح الباري لابن حجر 10/ 230.
ثم رفعوا الصخرة، وأخرجوا الجُفّ، فإذا فيه مُشاطة رأسه، وأسنانٌ من مشطه، وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة، مغروزة بالإبَر. فأنزل الله تعالى السورتين، فجعل كلما قرأ آية انحلَّت عقدة، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خِفَّة، حتى انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما أُنشِط من عِقال
(1)
، وجعل جبريل عليه السلام يقول: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من حاسد وعين، والله يشفيك. فقالوا: يا رسول الله، أفلا نأخذ الخبيث نقتله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن يثير على الناس شرًّا»
(2)
. (ز)
85604 -
عن زيد بن أرقم، قال: سَحَر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود، فاشتكى، فأتاه جبريل فنزل عليه بالمُعوّذتين، وقال: إنّ رجلًا من اليهود سَحرك، والسِّحر في بئر فلان. فأرسل عليًّا، فجاء به، فأمره أن يحُلّ العُقد، ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحُلّ، حتى قام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كأنما نشِط من عِقال
(3)
. (15/ 792)
85605 -
قال مقاتل بن سليمان: {قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} وذلك أنّ لَبِيد بن عاصم بن مالك، ويقال: ابن أعصم اليهودي، سَحر النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عُقدة في وتَرٍ، فجعله في بئر لها سبع موانى في جُفّ طَلْعةٍ كان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إليها، فَدَبّ فيه السِّحر، واشتدّ عليه ثلاث ليالٍ، حتى مرض مرضًا شديدًا، وجزعت النساء، فنَزَلَت المعوّذات، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم إذ رأى كأن مَلَكين قد أتياه، فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما شكواه؟ قال: أصابه طِبّ -يقول: سِحر-. قال: فمَن طبَّه؟ قال: لَبِيد بن أعصم اليهودي. قال: في أي شيء؟ قال: في قِشر طَلْعة. قال: فأين هو؟ قال: في بئر فلان. قال: فما دواؤه؟ قال: تُنزف البئر، ثم يُخرج قِشر الطَّلعة، فيحرقه، ثم يحِل العُقد، كلّ عُقدة بآية من المُعوّذتين، فذلك شفاؤه. فلما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وجّه علي بن أبي
(1)
أُنشِط من عقال: حَلَّ. النهاية (نشط).
(2)
أورده الثعلبي 10/ 338، والبغوي 8/ 591 مختصرًا.
قال ابن كثير 8/ 538 بعد إيراد سياق الثعلبي للحديث معزوًّا إليه: «هكذا أورده بلا إسناد، وفيه غرابة، وفي بعضه نكارة شديدة، ولبعضه شواهد مما تقدم» .
(3)
أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من مسنده 1/ 228 (271)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 15/ 180 (5935).
وأخرجه بنحوه أحمد 32/ 14 (19267)، والنسائي 7/ 112 (4080).
وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (2761).