الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
(3)}
نزول الآية:
85304 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قدم كعب بن الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنتَ خير أهل المدينة وسيّدهم، ألا ترى إلى هذا الصابئ المُنبَتِر مِن قومه يزعم أنه خير مِنّا! ونحن أهل الحجيج، وأهل السّقاية، وأهل السّدانة. قال: أنتم خير منه. فنزلت: {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر} ، ونزلت:{ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكِتابِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 51 - 52]
(1)
. (15/ 706)
85305 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم، ثم زينب، ثم عبد الله، ثم أُمّ كلثوم، ثم فاطمة، ثم رُقيّة، فمات القاسم، وهو أول ميّت مِن ولده بمكة، ثم مات عبد الله، فقال العاصي بن وائل السهمي: قد انقطع نَسْله؛ فهو أبْتَر. فأنزل الله: {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}
(2)
. (15/ 707)
85306 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ميمون بن مهران- قال: ولدتْ خديجةُ مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عبد الله، ثم أبطأ عليه الولد من بعده، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلّم رجلًا، والعاصي بن وائل ينظر إليه، إذ قال له رجل: مَن هذا؟ قال: هذا الأَبْتَر. يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكانت قريش إذا وُلد للرجل ولد وأبطأ عليه الولد من بعده قالوا: هذا الأَبْتَر؛ فأنزل الله: {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر} أي: مُبْغِضك هو الأَبْتَر، الذي بُتِر من كلّ خير
(3)
. (15/ 707)
(1)
أخرجه النسائي في الكبرى 10/ 347 (11643)، وابن حبان 14/ 534 (6572)، وابن جرير 7/ 142، 24/ 700. وعلّقه ابن أبي حاتم 3/ 973 - 974 (5440).
وذكر ابنُ كثير 14/ 483 هذا الأثر من رواية البزار بسنده عن زياد بن يحيى الحساني، عن ابن أبي عدي، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، ثم قال:«وهو إسناد صحيح» .
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 4، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/ 126.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 3/ 128.
في إسناده عباس بن بكار الضبي، قال عنه الدارقطني:«كذاب» . ينظر: ميزان الاعتدال 2/ 382.
85307 -
عن عبد الله بن عباس، قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل باب المروة، وخرج من باب الصفا، فاستقبله العاصي بن وائل السهمي، فرجع العاصي إلى قريش، فقالت له قريش: مَن استقبلك -يا أبا عمرو- آنفًا؟ قال: ذلك الأَبْتَر. يريد به: النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فما برح النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله هذه السورة:{إنّا أعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}
(1)
. (15/ 695)
85308 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر} ، قال: نزلت في العاصي بن وائل السهمي، وذلك أنه قال: إني شانئ محمد. فقال الله: مَن يشينه بين الناس هو الأَبْتَر
(2)
. (15/ 709)
85309 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق بدر بن عثمان- قال: لما أوحى الله تعالى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت قريش: بُتِر محمدٌ مِنّا. فنزلت: {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}
(3)
. (15/ 706)
85310 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق داود- في هذه الآية: {ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ والطّاغُوتِ ويَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51]، قال: نزلت في كعب بن الأشرف، أتى مكة، فقال له أهلها: نحن خير أم هذا الصّنبور المُنبَتِر من قومه، ونحن أهل الحجيج، وعندنا منحر البُدن. قال: أنتم خير. فأنزل الله فيه هذه الآية، وأنزل في الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا:{إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}
(4)
. (ز)
85311 -
عن محمد بن علي -من طريق جابر- قال: كان القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ أن يرَكب الدابة، ويسير على النجيبة، فلما قبضه الله قال عمرو بن العاصي: لقد أصبح محمد أبْتَر مِن ابنه. فأنزل الله: {إنّا أعْطَيْناكَ الكَوْثَرَ} عِوضًا -يا محمد- عن مصيبتك بالقاسم، {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ إنَّ شانِئَكَ هُوَ
(1)
أخرجه الطستي في مسائل نافع بن الأزرق ص 253 (221). وذكر نحوه الثعلبي 10/ 307. وزاد: وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من خديجة، وكانوا يسمّون من ليس له ابن: أبْتَر، فسمّته قريش عند موت ابنه: أبْتَر وصنبورًا.
(2)
تفسير مجاهد ص 757، وأخرجه ابن جرير 24/ 698، والبيهقي 2/ 70. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر.
(3)
أخرجه ابن جرير 24/ 700. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 24/ 699.
الأَبْتَر}
(1)
. (15/ 708)
85312 -
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: تُوفي القاسم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فمَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آتٍ مِن جنازته على العاصي بن وائل وابنه عمرو، فقال حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لَأشنَؤُه. فقال العاصي: لا جرم، لقد أصبح أبْتَر. فأنزل الله:{إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}
(2)
. (15/ 708)
85313 -
عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: كانت قريش تقول إذا مات ذكور الرجل: أبْتَر فلان. فلما مات ولدُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال العاصي بن وائل: بُتِر محمد. فنزلت
(3)
[7324]. (15/ 709)
85314 -
عن شِمْر بن عطية -من طريق حفص بن حميد- {إنَّ شانِئَكَ} قال: كان عُقبة بن أبي مُعَيط يقول: إنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه وسلم ولد، وهو أبْتَر. فأنزل الله فيه:{إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}
(4)
. (15/ 710)
85315 -
عن محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر- في قوله تعالى: {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر} ، قال: هو العاص بن وائل، قال: إني شانئٌ محمدًا، وهو الأَبْتَر، وأنه ليس له عقب. قال الله تعالى:{إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}
(5)
. (ز)
85316 -
قال مقاتل بن سليمان: {إنَّ شانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر} وذلك أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل المسجد الحرام مِن باب بني سهم بن عمرو بن هصيص، وأناس من قريش
[7324] علَّق ابنُ كثير (14/ 483) على قول السُّدِّيّ بقوله: «وهذا يرجع إلى ما قلناه مِن أنّ الأَبْتَر الذي إذا مات انقطع ذِكره، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه ينقطع ذِكره، وحاشا وكلا، بل قد أبقى الله ذِكره على رؤوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد، مستمرًّا على دوام الآباد، إلى يوم الحشر والمعاد، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم التناد» .
_________
(1)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 69 - 70،
وقال: «هكذا رُوي بهذا الإسناد، وهو ضعيف، والمشهور أنها نزلت في العاصي بن وائل» .
(2)
أخرجه ابن عساكر 46/ 118. وعزاه السيوطي إلى الزُّبير بن بكار.
قال ابن عساكر: «هذا منقطع» .
(3)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(4)
أخرجه ابن جرير 24/ 699. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 402. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 5/ 168 - بنحوه.