الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: فنزلت:
{ألهاكم التكاثر
حتى زرتم المقابر}
(1)
. (ز)
84664 -
قال محمد بن السّائِب الكلبي: نزلت في حيّين من قريش؛ بني عبد مناف وبني قُصي، وبني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب، كان بينهم لحاء، فتعادُّوا السادة والأشراف أيّهم أكثر، فقال بنو عبد مناف: نحن أكثر سيّدًا، وأعزّ عزيزًا، وأعظم نفرًا، وأكثر عديدًا. وقال بنو سهم مثل ذلك، فكثرهم بنو عبد مناف، ثم قالوا: نعدّ موتانا. حتى زاروا القبور، فعدّوهم، وقالوا: هذا قبر فلان، وهذا قبر فلان. فكثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات؛ لأنهم كانوا أكثر عددًا في الجاهلية؛ فأنزل الله سبحانه هذه الآية
(2)
. (ز)
84665 -
قال مقاتل بن سليمان: {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} ، يعني: شَغَلكم التكاثر، وذلك أنّ حيّين من قريش من بني عبد مناف بن قصي، وبني سهم بن عمرو بن مُرّة بن كعب، كان بينهم لحاء، فافتخروا، فتعادى السادة والأشراف، فقال بنو عبد مناف: نحن أكثر سيدًا، وأعزّ عزيزًا، وأعظم شرفًا، وأمنع جانبًا، وأكثر عددًا. فقال بنو سهم لبني عبد مناف مثل ذلك، فكاثرهم بنو عبد مناف بالأحياء، ثم قالوا: تعالوا نعدّ أمواتنا. حتى أتَوا المقابر يعُدّونهم، فقالوا: هذا قبر فلان، وهذا قبر فلان. فعَدّ هؤلاء وهؤلاء موتاهم، فكاثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات؛ لأنهم كانوا أكثر عددًا في الجاهلية من بني عبد مناف؛ فأنزل الله في الحيّين:{ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ}
(3)
. (ز)
تفسير الآية:
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}
84666 -
عن عبد الله بن الشِّخِّير، قال: انتهيتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} -وفي لفظ: وقد أُنزِلَتْ عليه: {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} - وهو يقول: «يقول ابن آدم: مالي مالي. وهل لك مِن مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ، أو لبِستَ
(1)
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 3/ 334 (2162).
(2)
تفسير الثعلبي 10/ 276.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 819. وهو في تفسير الثعلبي 10/ 276 منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه.
فأبليتَ، أو تصدّقتَ فأبقيتَ؟!»
(1)
[7281]. (15/ 616)
84667 -
عن عبد الله بن الشِّخِّير، قال: لما أُنزِلَتْ: {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول ابن آدم: مالي مالي. وهل لك من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ، أو لبِستَ فأبليتَ، أو أعطيتَ فأمضيتَ؟!»
(2)
. (15/ 616)
84668 -
عن ابن عباس، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} ، قال:«تكاثُر الأموال: جمْعها مِن غير حقّها، ومنعها من حقّها، وشدّها في الأوعية، {حَتّى زُرْتُمُ المَقابِرَ} حتى دخلتم قبوركم، {كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} لو قد دخلتم قبوركم، {ثُمَّ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم، {كَلّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ} لو قد تطايرت الصحف فشقيّ وسعيد، {لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ اليَقِينِ} قال: وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين حفرتي جهنم، {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال عن خمس: عن شبع البطون، وبارد الشراب، ولذّة النوم، وظلال المساكن، واعتدال الخَلْق»
(3)
. (ز)
84669 -
عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} يعني: عن الطاعة، {حَتّى زُرْتُمُ المَقابِرَ} قال: يقول: حتى يأتيكم الموت، {كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} يعني: لو قد دخلتم قبوركم، {ثُمَّ كَلّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} يقول: لو قد خرجتم من قبوركم إلى مَحْشَركم، {كَلّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليَقِينِ} قال: لو قد وقفتم على أعمالكم بين يدي ربكم، {لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ} وذلك أنّ الصراط يُوضع وسط جهنم؛ فناجٍ مُسلّم، ومخدوش مُسلّم، ومكدوس في نار جهنم، {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} يعني: شِبَع البطون، وبارد الشراب، وظلال المساكن، واعتدال الخَلْق، ولذّة
[7281] ذكر ابنُ جرير (24/ 600) هذا الأثر، ثم علّق عليه قائلًا:«وقوله صلى الله عليه وسلم بعقب قراءته: {ألهاكم}: ليس لك من مالك إلا كذا وكذا. ينبئ أنّ معنى ذلك عنده: {ألهاكم التكاثر}: المال» .
_________
(1)
أخرجه مسلم 4/ 2273 (2958)، ويحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين 5/ 158 - 159 - ، وابن جرير 24/ 599.
(2)
عزاه السيوطي بهذا اللفظ إلى الطبراني.
(3)
أخرجه الثعلبي 10/ 281، من طريق أحمد بن سفيان بن علقمة، عن عبد الله المقدمي، قال: حدّثنا عمرو بن خالد، قال: حدّثنا النضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
النوم»
(1)
. (15/ 620)
84670 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} ، قال: في الأموال، والأولاد
(2)
. (15/ 619)
84671 -
عن الحسن البصري -من طريق إسماعيل- في قوله: {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} ، قال: في الأموال، والأولاد
(3)
. (15/ 621)
84672 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} ، قال: قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، فألهاهم ذلك حتى ماتوا ضُلّالًا
(4)
[7282]. (15/ 618)
84673 -
عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قول الله عز وجل: {ألهاكم التكاثر} ، قال: في الأموال، والأولاد
(5)
. (ز)
84674 -
قال مقاتل بن سليمان: {ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ} ، يقول: شَغَلكم التكاثر عن ذكر الآخرة
(6)
[7283]. (ز)
[7282] ذكر ابنُ كثير (14/ 444) قول قتادة، ثم قال:«والصحيح أنّ المراد بقوله: {زرتم المقابر} أي: صِرتم إليها ودُفنتم فيها، كما جاء في الصحيح: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأعراب يعوده، فقال: «لا بأس، طهور إن شاء الله» . فقال: قلتُ: طهور؟! بل هي حمّى تفور، على شيخ كبير، تُزيره القبور. قال:«فنعم إذًا» ».
[7283]
اختُلف في المراد بالتكاثر على قولين: الأول: أنه التكاثر بالمال. الثاني: أنه التكاثر بالعدد.
وقد جمع ابنُ جرير (24/ 598) بين القولين، فقال:«يقول -تعالى ذِكْره-: ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربّكم، وعما ينجيكم من سخطه عليكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل» .
وبنحوه قال ابنُ عطية (8/ 680).
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 8/ 492 - مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه، وهو مرسل.
(2)
أخرجه ابن المنذر -كما في فتح الباري 8/ 728 - .
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 20. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(4)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 393، وابن جرير 24/ 598 - 599، وبنحوه من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(5)
أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص 107.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 819.