الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
84373 -
قال مقاتل بن سليمان: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها} يقول: تُخبر الأرض بما عُمل عليها مِن خير أو شرّ، تقول الأرض: وحَّد الله على ظهري، وصلّى عَلَيَّ، وصام، وحج، واعتمر، وجاهد، وأطاع ربّه، فيفرح المؤمن بذلك. وتقول للكافر: أشرَك على ظهري، وزنى، وسرق، وشَرب الخمر، وفعل، وفعل. فتوبّخه في وجهه، وتشهد عليه أيضًا الجوارح، والحفظة من الملائكة، مع علم الله عز وجل فيه، وذلك الخزي العظيم، فلما سمع الإنسان المُكذّب عمله قال جزعًا:{ما لَها} ؟ يعني: للأرض تُحدِّث بما عُمل عليها، فذلك قوله:{وقالَ الإنْسانُ ما لَها} في التقديم، {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها} يقول: تشهد على أهلها بما عملوا عليها مِن خير أو شرّ، فلما سمع الكافر يومئذ قال: مالها تنطق؟ قال الملَك الذي كان موكّلًا به في الدنيا يكتب حسناته وسيئاته، قال: هذا الكلام الذي تسمع إنما شهدتْ على أهلها {بِأَنَّ رَبَّكَ أوْحى لَها}
(1)
. (ز)
84374 -
عن سفيان الثوري -من طريق عبد الرزاق- {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها} ، قال: ما عُمل عليها مِن خير أو شرّ
(2)
[7257]. (ز)
84375 -
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها} ، قال: ما كان فيها وعلى ظهرها من أعمال العباد
(3)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
84376 -
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة، عن أبيه -من طريق سفيان-،
[7257] ذكر ابنُ عطية (8/ 667) قول سفيان ونحوه عن ابن مسعود وغيرهما، ثم وجّهه بقوله:«فالتحديث على هذا حقيقة، والكلام بإدراك وحياة يخلقها الله تعالى، وأضاف الأخبار إليها من حيث وعتْها وحصَّلتها» . ثم ذكر قولًا آخر، ووجهه، فقال:«وقال الطبري وقوم: التحديث في الآية مجاز، والمعنى: أنّ ما تفعله بأمر الله من إخراج أثقالها وتفتّت أجزائها وسائر أحوالها هو بمنزلة التحديث بأنبائها وأخبارها» . ثم قوّى القول الأول بقوله: «ويؤيد القول الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جِنٌّ ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة» ».
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 790 - 791.
(2)
أخرجه عبد الرزاق 2/ 389، وابن جرير 24/ 561 من طريق مهران.
(3)
أخرجه ابن جرير 24/ 561.