الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
84070 -
عن محمد بن إسحاق -من طريق سفيان- إنّ أول شيء أُنزِل من القرآن:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(1)
[7231]. (ز)
84071 -
عن محمد بن قيس قاصِّ عمر بن عبد العزيز، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: اخرُجْ إلى هؤلاء القوم الذين يؤمُّون الناس في شهر رمضان، فمُرهم يسجدوا في الجمعة بـ {إذا السَّماءُ انْشَقَّتْ} ، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ؛ فإنّ ابنًا لعبد الرحمن بن عوف حدَّثني عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد فيهما
(2)
. (ز)
تفسير السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} الآيات
نزول الآيات
84072 -
عن عائشة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف هو وخديجة شهرًا، فوافق ذلك رمضان، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع: السلام عليكم. قالت: فظننتُ أنها فجأة الجنّ. فقال: «أبشِروا، فإنّ السلام خير» . ثم رأى يومًا آخر جبريل على الشمس، له جناح بالمشرق، وجناح بالمغرب، قال:«فهِبتُ منه» . فانطلق يريد أهله، فإذا هو بجبريل بينه وبين الباب، قال: «فكلَّمني حتى أنستُ به، ثم وعدني موعدًا، فجئتُ
[7231] أفادت الآثار أنّ الآيات الخمس الأولى من سورة العلق هي أول آيات القرآن نزولًا. وقد ذكر ذلك ابنُ عطية (8/ 651)، وذكر قولين آخريين، فقال:«ورُوي من طريق جابر بن عبد الله أنّ أول ما نزل: {يا أيها المدثر}. وقال أبو مَيْسرة عمرو بن شرحبيل: أول ما نزل فاتحة الكتاب» . ثم رجّح -مستندًا إلى السنة- القول الأول، فقال:«والقول الأول أصح، والترتيب في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي ذلك» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 24/ 530.
(2)
ذكره في الإيماء 4/ 588 (4195) وعزاه لمسند عمر بن عبد العزيز (67)، وقال:«زيد بن حبّان ضُعِّف. وابن عبد الرحمن لم يُسمّ هنا، ويرويه ابن أبي شيبة، وأبو يعلى، والبزار من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه -كما في المطالب (551)، والإتحاف (2087/ 1778)، والمجمع (2/ 286) - وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه» .
لموعده، واحتبس عليّ جبريل». فلما أراد أن يرجع إذا هو به وبميكائيل، فهبط جبريل إلى الأرض وميكائيل بين السماء والأرض، قال: «فأخذني جبريل، فصلَقني لحُلاوة القفا
(1)
، وشقَّ عن بطني، فأخرج منه ما شاء الله، ثم غسله في طَسْتٍ من ذهب، ثم أعاده فيه، ثم كفأني كما يُكفأ الإناء، ثم ختم في ظهري حتى وجدتُ مسّ الخاتم، ثم قال لي:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، ولم أقرأ كتابا قطّ، فأخذ بحَلْقي حتى أجهشتُ بالبكاء، ثم قال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} إلى قوله: {ما لَمْ يَعْلَمْ} ». قال: «فما نسيتُ شيئًا بعد، ثم وزَنني برجل فوَزَنتُه، ثم وزَنني بآخر فوَزَنتُه، ثم وزَنني بمائة، فقال ميكائيل: تتبعه أُمّته، وربّ الكعبة» . قال: «ثم جئتُ إلى منزلي، فما تلقّاني حجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك، يا رسول الله، حتى دخلتُ على خديجة، فقالت: السلام عليك، يا رسول الله»
(2)
. (15/ 524)
84073 -
عن عائشة أم المؤمنين -من طريق عروة- أنها قالت: أول ما بُدِئ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن يَنزِع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزوّد لمثلها حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء، فجاءه المَلك، فقال: اقرأ. قال: «قلتُ: ما أنا بقارئ» . قال: «فأخذني، فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسَلني، فقال: اقرأ. فقلتُ: ما أنا بقارئ» . قال: «فأخذني، فغطّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسَلني، فقال: اقرأ. فقلتُ: ما أنا بقارئ. فأخذني، فغطّني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسَلني، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ}» الآية. فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خُوَيلِد، فقال:«زمِّلوني، زمِّلوني» . فزمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوْع
(3)
، فقال لخديجة وأخبرها الخبر:«لقد خشيتُ على نفسي» . فقالت
(1)
فصلقني لحلاوة القفا: صلقني يروى بالسين والصاد، والسين أكثر، والمعنى: أضجعني على وسط القفا، لم يمل بي إلى أحد الجانبين، ويروى بضم الحاء وفتحها وكسرها. النهاية (حلا، سلق).
(2)
أخرجه الطيالسي في مسنده 3/ 125 - 127 (1643)، من طريق أبي عمران الجوني، عن رجل، عن عائشة به.
وأخرجه الحارث في مسنده -كما في المطالب العالية 17/ 240 - ، من طريق أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة به. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 3/ 127 (2362): «سند حسن» .
(3)
الروع: الفزع، صحيح مسلم بشرح النووي 2/ 200.
خديجة: كلا، واللهِ، ما يُخزيك الله أبدًا؛ إنّك لَتَصِل الرَّحِم، وتحمل الكلَّ
(1)
، وتَكسِب المعدوم
(2)
، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق. فانطلقتْ به خديجة حتى أتتْ ورَقة بن نَوْفل بن عبد العُزّى -ابن عم خديجة-، وكان امرءًا قد تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العِبْرانيّ، فيكتب من الإنجيل بالعِبْرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع مِن ابن أخيك. فقال له ورَقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، يا ليتني أكون فيها جَذعًا، يا ليتني أكون فيها حيًّا إذا يُخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أوَمخرجيّ هم؟» . قال: نعم، لم يأتِ رجل قطّ بمثل ما جئتَ به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم يَنشب ورَقة أن تُوفِّي، وفتَر الوحي. قال ابن شهاب: وأخبَرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنّ جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يُحدِّث عن فترة الوحي، فقال في حديثه:«بينا أنا أمشي إذ سمعتُ صوتًا من السماء، فرفعتُ بصري، فإذا المَلك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرُعِبتُ منه، فرجعتُ، فقلتُ: زَمِّلوني. فأنزل الله تعالى: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ورَبَّكَ فَكَبِّرْ وثِيابَكَ فَطَهِّرْ والرُّجْزَ فاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]، فحمي الوحي وتتابع»
(3)
.
84074 -
عن عبد الله بن شدّاد -من طريق سليمان الشيباني- قال: أتى جبريلُ محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، اقرأ. فقال:«وما أقرأ؟» . فضمّه، ثم قال: يا محمد، اقرأ. قال:«وما أقرأ؟» . قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} حتى بلغ: {ما لَمْ يَعْلَمْ} . فجاء إلى خديجة، فقال: «يا خديجة، ما أراه إلا قد عُرض
(4)
لي». قالت: كلا، واللهِ، ما كان ربّك يفعل ذلك بك، وما أتيتَ فاحشة قطّ. فأتتْ خديجة ورَقة، فأخبرتْه الخبر، قال: لئن كنتِ صادقة إنّ زوجك لنبيّ، وليَلقيَنّ من أُمّته شدة، ولئن
(1)
تحمل الكل: الكل -بفتح الكاف- أصله: الثقل؛ ويراد به: الإنفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك. صحيح مسلم بشرح النووي 2/ 201.
(2)
تكسب المعدوم: قال النووي: فهو بفتح التاء، هذا هو الصحيح المشهور، ومعناها: تكسب المال المعدوم وتصيب منه ما يعجز غيرك عن تحصيله. صحيح مسلم بشرح النووي 2/ 201.
(3)
أخرجه البخاري 1/ 7، 8 (3، 4)، 4/ 151 - 152 (3392)، 6/ 173 - 174 (4953، 4954)، 9/ 29 - 30 (6982)، ومسلم 1/ 139 - 142 (160)، وابن جرير 24/ 528 - 529، والثعلبي 10/ 242 - 243.
(4)
عُرض لي: أي عرض له الجن، أو أصابه منهم مس. النهاية (عرض).
أدركتُه لأومننّ به. قال: ثم أبطأ عليه جبريل، فقالت له خديجة: ما أرى ربّك إلا قد قلاك. فأنزل الله: {والضُّحى واللَّيْلِ إذا سَجى ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى} [الضحى: 1 - 3]
(1)
. (15/ 523)
84075 -
عن وهب بن كيسان، أنه سمع عبد الله بن الزُّبير رضي الله عنهما يسأل عُبَيد بن عُمَير الجندعي عن بُدُوِّ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عُبيد: كان صلى الله عليه وسلم يجاور بحراء مِن كلّ سنة شهرًا، ويُطعم مَن جاءه من المشركين، فإذا قضى جواره لم يَصِل إلى بيته حتى يطوف بالكعبة، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء، وكان يقول:«لم يكن من الخَلْق شيء أبغض إليّ مِن شاعر أو مجنون، كنتُ لا أطيق النظر إليهما، فلما ابتدأني الله عز وجل بكرامته أتاني رجل في كفّه نمط مِن ديباج، فيه كتاب، وأنا نائم، فقال: اقرأ. فقلتُ: وما أقرأ؟ فغطّني حتى ظننتُ أنه الموت، ثم كشط عني، فقال: اقرأ. فقلتُ: وما أقرأ؟ فعاد لي مثل ذلك، فقال: اقرأ. فقلتُ: وما أقرأ؟ فعاودني بمثل ذلك، فقلتُ: أنا أُمِّيٌّ. ولا أقولها إلا تنحيًّا مِن أن يعود لي بمثل الذي فعل بي، فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق} إلى قوله: {علم الإنسان ما لم يعلم}. انتهى كما كان يصنع بي» . قال: «ففزعتُ، فكأنما صوّر في قلبي كتابًا، فقلتُ: إنّ الأبعد -يعني: نفسه- لشاعر أو مجنون، فقلت: لا تَحَدَّثُ عني قريشٌ بهذا، لأعمدنّ إلى حالق مِن الجبل فلأطرحنّ نفسي منه فلأقتلها. فخرجتُ وما أريد غير ذلك، فبينا أنا عامد لذلك إذ سمعتُ مناديًا ينادي مِن السماء: يا محمد، أنتَ رسول الله، وأنا جبريل. فذهبتُ أرفع رأسي، فإذا رجل صافٌّ قدميه في أُفُق السماء، فوقفتُ لا أقدر على أنْ أتقدّم ولا أتأخّر، وما أصرف وجهي في ناحية من السماء إلا قد رأيتُه، حتى بعثتْ خديجة رضي الله عنها إليّ رسلها في طلبي، ورجعوا إليها»
…
(2)
. (ز)
84076 -
عن ابن إسحاق، قال: حدّثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي -وكان واعية- عن بعض أهل العلم، نحوه مطولًا
(3)
. (ز)
84077 -
عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب: أنّ أول ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله عز وجل أراه رؤيا في المنام، فشقّ ذلك عليه، فذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأته خديجة بنت خُوَيْلد بن أسد، فعصمها الله عز وجل من التكذيب، وشرح صدرها
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 292، وابن جرير 24/ 529. وعزاه السيوطي إلى أبي نعيم في الدلائل.
(2)
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 4/ 86 - 88 (2420).
(3)
سيرة ابن إسحاق ص 100 - 103.