الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
82088 -
عن زيد بن أسلم -من طريق أسامة بن زيد- في قوله: {إنَّ كِتابَ الأَبْرارِ لَفِي عِلِّيّين} ، قال: في السماء السابعة
(1)
. (ز)
82089 -
قال مقاتل بن سليمان: {كَلّا} ثم انقطع الكلام، ثم رجع إلى قوله في:{ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال: {إنَّ كِتابَ الأَبْرارِ لَفِي عِلِّيّين} لَفي ساق العرش، يعني: أعمال المؤمنين وحسناتهم، {وما أدْراكَ ما عِلِّيّون} تعظيمًا لها
(2)
[7085]. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
82090 -
عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاةٌ على إثْرِ صلاةٍ، لا لغو بينهما، كتابٌ في عِلِّيّين»
(3)
. (15/ 305)
[7085] اختُلف في قوله: {في عِلِّيّين} على أقوال: الأول: السماء السابعة. الثاني: قائمة العرش اليمنى. الثالث: عند سِدرة المنتهى. الرابع: الجنة. الخامس: في السماء عند الله.
وذكر ابنُ عطية (8/ 562) هذه الأقوال، ثم علّق قائلًا:«والمعنى: أن كتابهم الذي فيه أعمالهم هنالك تهممًا بها وترفيعًا لها، وأعمال الفُجّار في سِجِّين في أسفل سافلين» .
وقد رجّح ابنُ جرير (24/ 210 - 211 بتصرف) جملةَ هذه الأقوال؛ لدلالة اللغة، والإجماع، وعدم التخصيص، فقال:«والصواب من القول في ذلك أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذِكْره- أخبر أنّ كتاب الأبرار في عِلِّيّين؛ والعِلِّيّون جمع، معناه: شيء فوق شيء، وعلوّ فوق علوّ، وارتفاع بعد ارتفاع، فلذلك جُمعتْ بالياء والنون، كجمع الرجال. فإذا كان ذلك كالذي ذكرنا فبيّنٌ أنّ قوله: {لفي عِلِّيّين} معناه: في علوٍّ وارتفاع، في سماء فوق سماء، وعلوّ فوق علوّ. وجائز أن يكون ذلك إلى السماء السابعة، وإلى سِدرة المنتهى، وإلى قائمة العرش، ولا خبر يقطع العذر بأنه معنيٌّ به بعض ذلك دون بعض، والصواب أن يقال في ذلك كما قال -جلّ ثناؤه-: إنّ كتاب أعمال الأبرار لَفي ارتفاع إلى حدٍّ قد علم الله -جلّ وعزّ- منتهاه، ولا عِلْم عندنا بغايته، غير أنّ ذلك لا يقصر عن السماء السابعة؛ لإجماع الحجّة من أهل التأويل على ذلك» .
وذكر ابنُ كثير (14/ 288) اختلاف السلف في عِلِّيّين، ثم قال مستندًا إلى دلالة الواقع، والسياق:«والظاهر: أنّ عِلِّيّين مأخوذ من العلوّ، وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع؛ ولهذا قال معظّمًا أمره ومفخمًا شأنه: {وما أدراك ما عِلِّيّون}، ثم قال مُؤكِّدًا لما كتب لهم: {كتاب مرقوم يشهده المُقرَّبون} وهم الملائكة. قاله قتادة» .وزاد ابنُ عطية (8/ 562) عن مكيٍّ أنه قال: «وقيل: هو في السماء الرابعة» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 24/ 207.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 4/ 623 - 624.
(3)
أخرجه أحمد 36/ 606 - 607 (22273)، 36/ 640 (22304)، وأبو داود 1/ 418 (558)، 2/ 461 - 462 (1288).
قال ابن عساكر في معجمه 2/ 826 - 827 (1036): «هذا حديث حسن غريب» . وقال النووي في خلاصة الأحكام 1/ 313 (912): «رواه أبو داود بإسناد حسن أو صحيح» . وقال المناوي في التيسير 2/ 100 عن رواية أبي داود: «إسناد صالح» . وقال الألباني في صحيح أبي داود 3/ 83 (567): «إسناده حسن» .