الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه الآية نزلت في شخص كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تعرفه، ولكنها لم تخبر عنه، ولما قال مروان بن الحكم بأنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق كذَّبته عائشة في ذلك وأنكرته عليه، كما جاء في الصحيح.
• عن يوسف بن ماهك قال: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية، لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه. فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه، فقال مروان إن هذا الذي أنزل الله فيه:{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي} . فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (4827) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، قال: فذكره.
والصحيح أن هذه الآية نزلت في كافر عاق لوالديه يدل عليه قوله تعالى بعده: أي وجب عليهم العذاب، وعبد الرحمن بن أبي بكر مؤمن من أفاضل المسلمين، فلا يكون ممن حقت عليه كلمة العذاب.
قوله: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} أي: معترضا كالسحاب، قد أقبل على أوديتهم التي تسيل عليهم وترويهم، فظنوه سحابا ممطرا، فإذا هو عذاب أليم، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الغيم عرف في وجهه الكراهية مخافة أن يكون فيه عذاب، كما جاء في الصحيح.
• عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.
قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه. قالت: يا رسول الله! إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية. فقال:"يا عائشة! ما يؤمني أن يكون فيه عذاب؟ عُذِّبَ قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4828، 4829) - واللفظ له -، ومسلم في الكسوف (899: 16)
كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدَّثه، عن سليمان بن يسار، عن عائشة فذكرته.
• عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: "اللهم! إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به" قالت: وإذا تخيلت السماء تغير لونه، وخرج ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سُرِّيَ عنه، فعرفت ذلك في وجهه، قالت عائشة: فسألته، فقال: لعله يا عائشة! كما قال قوم عاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} .
متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (3206) ومسلم في الكسوف (899: 15) كلاهما من طريق ابن جريج، يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فذكرته، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
• عن الحارث بن يزيد البكري قال: خرجتُ لأشكوَ العلاء بن الحضرميّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررت بالربَذَة، فإذا عجوزٌ منقَطعٌ بها من بني تميم، فقالت: يا عبد الله! إنّ لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجةً، فهل أنت مبلغي إليه؟ قال: فحملتها، فقدمت المدينة. قال: فإذا رايات سود، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث بعمرو بن العاص وجهًا. قال: فجلست حتى فرغ. قال: فدخل منزله - أو قال: رَحْله - فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فقعدت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل كان بينكم وبين تميم شيء؟ " قلت: نعم! وكانت لنا الدَّبَرة عليهم، وقد مررت بالربذة، فإذا عجوز منهم مُنقطعٌ بها، فسألتني أن أحملها إليك، وها هي بالباب. فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت، فقلت: يا رسول الله! اجعل بيننا وبين تميم الدَّهنا حاجزًا، فحميت العجوزُ واستوفزت، وقالت: فأين تضطرُّ مُضَرك يا رسول الله؟ قال، قلت: أنا كما قالوا: "معزى حملتَ حَتْفًا"! حملتُ هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصمًا! أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد! قال: "وما وافدُ عادٍ؟ " قلت: على الخبير سقطتَ! قال: وهو يستطعمني الحديثَ.
قلت: إن عادًا قُحِطوا فبعثوا قَيْلا وافدًا، فنزل على بكرٍ، فسقاه الخمرَ شهرًا وتغنّيه جاريتان يقال لهما "الجرادتان"، فخرج إلى جبال مهرة، فنادى:"إني لم أجئ لمريض فأداويه، ولا لأسير فأفاديه، اللهم! فاسقِ عادًا ما كانت تُسْقِيه"! فمرت به