الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فذكره. وإسناده صحيح.
• عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، قال: دفع إلي النبي صلى الله عليه وسلم ابنة أم سلمة، وقال:"إنما أنت ظئري" قال: فمكث ما شاء الله، ثم أتيته، فقال:"ما فعلت الجارية، أو الجويرية؟ " قال: قلت: عند أمها، قال:"فمجيء ما جئت؟ "، قال: قلت: تعلمني ما أقول عند منامي، فقال:"اقرأ عند منامك {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} " قال: "ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك".
حسن: رواه أحمد (23807)، والترمذي (3403 م)، وصححه الحاكم (1/ 565) من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل الأشجعي، عن أبيه قال: فذكره. واللفظ لأحمد والحاكم، وأحال الترمذي على حديث قبله.
ورواه أبو داود (5055)، وصحّحه ابن حبان (790)، والحاكم (2/ 538) من طرق عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق به نحوه. وإسناده حسن من أجل فروة بن نوفل فإنه حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في كتاب الأذكار.
يقال في سبب نزول هذه السورة إن كفار مكة طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبد أوثانهم سنة، وهم يعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة. وأمر رسوله أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال:{لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} في الماضي {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} ، في المستقبل، ولذا قال:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} في الحال، وعليه نستمر إلا من شرح الله صدره للإسلام، فيُسْلم، ويعبد ما أعبد، ويترك أوثانكم.
• * *
110 - تفسير سورة النصر وهي مدنية، وعدد آياتها 3
قوله: {وَالْفَتْحُ} لا خلاف بين أهل العلم أن المراد بالفتح ههنا فتح مكة، فإن أحياء العرب كانت تلوّمُ بإسلام أهل مكة، يقولون: إن ظهر على قومه فهو نبي، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في
دين الله أفواجا، وقد جاء في الصحيح:
• عن عمرو بن سلمة قال: فذكر الحديث بطوله، وجاء فيه: وكانت العرب تلوّمُ بإسلامهم الفتحَ، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إنْ ظهر عليهم فهو نبيٌّ صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدرَ أبي قومي بإسلامهم.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (4302) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة، فذكره في حديث طويل.
• عن عائشة قالت: ما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} إلا يقول فيها: "سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم! اغفر لي".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4967) ومسلم في الصلاة (484: 219) كلاهما من طريق الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
• عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم! ربنا وبحمدك، اللهم! اغفر لي" يتأوَّلُ القرآن.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4968)، ومسلم في الصلاة (484) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن أبي الضُحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت: فذكرته، ولفظهما سواء.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه" قالت: فقلت: يا رسول الله! أراك تكثر من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، فقال: "خبَّرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} ، فتح مكة، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} .
صحيح: رواه مسلم في الصلاه (484: 220) عن محمد بن المثنى، حدثني عبد الأعلى، حدثنا داود، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: فذكرته.
• عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لِمَ تُدْخِل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم. قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما أريته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)} ؟ حتى ختم
السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئا. فقال لي: يا ابن عباس! أكذاك تقول؟ قلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} هو فتح مكة فذاك علامة أجلك، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (4294) عن أبي النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: فذكره.
• عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} هو علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد نعيت إليه نفسه، فقيل:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} السورة كلها.
حسن: رواه أحمد (3201) وابن جرير في تفسيره (24/ 709) كلاهما من حديث سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي رزين، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم فإنه حسن الحديث.
• عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)} قال: صدقت.
صحيح: رواه مسلم في التفسير (3024) من طرق عن جعفر بن عون، أخبرنا أبو عميس، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: فذكره.
قوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} فيه حث لكل من عرف قرب أجله من مرض أو كبر سن على أن يكثر من الاستغفار، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده:"سبحانك اللهم! وبحمدك، اللهم! اغفرْ لي" كما ذكرت عائشة رضي الله عنها.
وقوله: {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} المبالغة من قوله: تاب عليه.
• * *