الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته"
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (2620) عن أحمد بن يوسف الأزدي، حدّثنا عمر بن حفص بن غياث، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، أنه حدثه عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة قالا: فذكراه.
قوله: "العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته" قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ، فالضمير في إزاره وردائه يعود إلى اللَّه تعالى للعلم به، وفيه محذوف تقديره: قال اللَّه تعالى ومن ينازعني ذلك أعذبه، ومعنى ينازعني يتخلق بذلك فيصير في معنى المشارك" اهـ.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قال اللَّه عز وجل: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما، قذفته في النار"
صحيح: رواه أبو داود (4090)، وابن حبان (5671) من طريق حماد بن سلمة - ورواه أحمد (8894) من طريق سفيان (وهو ابن عيينة) - كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وإسناده صحيح، وعطاء بن السائب ثقة، وثقه الأئمة ولكنه اختلط في آخر عمره إلا أن رواية حماد بن سلمة، وابن عيينة كانت عنه قبل اختلاطه.
ورواه ابن ماجه (4175) من طريق عبد الرحمن المحاربي-، وابن حبان (5672) من طريق محمد بن فضيل - كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فذكره.
وعبد الرحمن المحاربي لا يعلم أنه روى عن عطاء قبل الاختلاط أو بعده، ومحمد بن فضيل روى عنه بعد الاختلاط، فالظاهر أن الحديث من مسند أبي هريرة كما رواه سفيان وحماد وغيرهم.
26 - باب التحذير من الكبر
• عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال:"إن اللَّه جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس"
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (91: 147) من طريق فضيل الفقيمي، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
• عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء"
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (148: 91) من طرق عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، فذكره.
قال الترمذيّ (1999): "وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، إنما معناه لا يخلد في النار. وهكذا روي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان وقد فسر غير واحد من التابعين هذه الآية: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [آل عمران: 192] فقال: من تخلد في النار فقد أخزيته. انتهى.
• عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا جميلا، فقال: يا رسول اللَّه! إني رجل حبب إلي الجمال، وأعطيت منه ما ترى، حتى ما أحب أن يفوقني أحد، إما قال: بشراك نعلي، وإما قال: بشسع نعلي، أفمن الكبر ذلك؟ قال "لا، ولكن الكبر من بطر الحق، وغمط الناس"
صحيح: رواه أبو داود (4092)، والبخاري في الأدب المفرد (556)، وصحّحه ابن حبان (5467)، والحاكم (4/ 181) كلهم من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قوله: "غمط الناس" أي أزرى الناس واستخفّهم واحتقرهم ولم يرهم شيئًا.
قوله: "بطر الحق" أي دفعه وأنكره ترفّعا وتجبّرا.
• عن سلمة بن الأكوع، أن رجلا أكل عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال:"كل بيمينك"، قال: لا أستطيع، قال:"لا استطعت"، ما منعه إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (2021) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا زيد بن الحباب، عن عكرمة بن عمار، حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، أن أباه، حدثه، فذكره.
واسم هذا الرجل: بسر بن راعي العيرَ كما رواه أحمد (16499) عن بهز بن أسد العمي، قال: حدّثنا عكرمة بن عمار اليمامي، حدّثنا إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لرجل يقال له: بسر بن راعي العيرَ أبصره يأكل بشماله فقال: كل بيمينك فقال: لا أستطيع. فقال: لا استطعت قال: فما وصلت يمينه إلى فمه بعدُ.
وقال أبو النضر في حديثه: ابن راعي العير من أشجع.
وأبو النضر هو هاشم بن القاسم، وعنه رواه عبد بن حميد في المنتخب (388) هذه القصة وقال فيه: يقال له: بسر بن راعي العير.
وبسر بن راعي العير لم يذكره ابن عبد البر من الصحابة في الاستيعاب، ولكن ذكره ابن منده