الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عطاء، فيستجيب لكم" الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (3009) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر الحديث بطوله.
44 - باب كيف يكتب الكتاب إلى أهل الكتاب
• عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره: أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش، وكانوا تجارا بالشام، فأتوه - فذكر الحديث - قال: ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ، فإذا فيه:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد".
متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (6260)، ومسلم في الجهاد والسير (1773) كلاهما من طريق الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس أخبره: أن أبا سفيان بن حرب أخبره، فذكره. وهذا الاختصار للبخاري.
45 - باب للحاكم أن يمنع من يُفشي عن أسرار الدولة
• عن علي بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير، والمقداد بن الأسود، قال:"انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها" فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث.
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (3007)، ومسلم في فضائل الصحابة (2494) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت عليا، فذكره.
46 - باب ما جاء في الأمثال عن النبي صلى الله عليه وسلم
-
• عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ مثلي ومثلَ الأنبياء من قبلي، كمثل رجلٍ بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلّا موضع لبنة من زاوية، فجعل النّاس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلّا وُضِعتْ هذه اللّبنة؟ قال: وأنا اللّبنة، وأنا خاتم النّبيين".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (3535)، ومسلم في الفضائل (2286: 22) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارًا فأكملها وأحسنها، إلّا موضع لبِنة، فجعل النّاسُ يدخلونها ويتعجّبون منها ويقولون: لولا موضع اللّبنة". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأنا موضع اللبنة، جئتُ فختمتُ الأنبياء".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (3534)، ومسلم في الفضائل (2287) كلاهما من حديث سليم بن حيّان، حدّثنا سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
• عن أُبي بن كعب، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مثلي في النّبيين كمثل رجل بني دارًا فأحسنها وأكملها وجمَّلها، وترك منها موضع لبِنةٍ، فجعل النّاسُ يطوفون بالبناء، ويعجبون منه ويقولون: لو تمّ موضع تلك اللّبِنة، وأنا في النّبيين بموضع تلك اللّبنة".
حسن: رواه الترمذيّ (3613)، وأحمد (21243) كلاهما من طريق أبي عامر، حدّثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطّفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن".
قلت: وهو كما قال، فإنّ عبد الله بن محمد بن عقيل، مختلف فيه غير أنّه حسن الحديث.
• عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمُها طيب وريحُها طيب، والذي لا يقرأ كالتمرة، طعمُها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحُها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمُها مُرٌّ، ولا ريح لها".
وفي لفظ مسلم: "مثل المنافق" بدل "مثل الفاجر".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل القرآن (502) ومسلم في صلاة المسافرين (797: 243) كلاهما عن هدبة - أو هداب - بن خالد، حدثنا همَّام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك، عن أبي موسى، فذكره.
• عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، ما تقول ذلك، يُبقي من دَرَنه؟ " قالوا: لا يُبقي من دَرَنه شيئًا، قال:"فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله به الخطايا".
متَّفقٌ عليه: رواه البخاري في مواقيت الصلاة واللفظ له (528) ومسلم في المساجد (667) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي
هريرة، فذكر الحديث.
وفي رواية: "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، فماذا يبقين من دَرَنه؟ ". رواه أحمد (9692) من وجه آخر صحيح عن أبي هريرة.
• عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ جارٍ غَمْرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يومٍ خمس مرات".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (668) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز، لا تهتز حتى تستحصد".
وفي لفظ: "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة، صماء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء".
متفق عليه: رواه مسلم في صفة القيامة (2809: 58) من طريق الزهري، عن سعيد (هو ابن المسيب)، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الأول.
ورواه البخاري في المرضى (5644) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره باللفظ الثاني.
قوله: "الأرزة" قيل: هو شجرة الصنبوبر.
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: مثل المؤمن القوي كمثل النخلة ومثل المؤمن الضعيف كمثل خامة الزرع، فالصواب أنه موقوف.
رواه أبو الشيخ في الأمثال (91) عن عبدان، حدثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري، حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن سويد بن منجوف، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فذكره.
كذا رواه سليمان بن أيوب صاحب البصري - وهو صدوق -، وخالفه سليمان بن حرب الأزدي - وهو ثقة إمام حافظ - فرواه عن حماد بن زيد به موقوفا، وهو الصواب.
وهذا الذي رجّحه أيضا الدارقطني في العلل (1643).
فلعل أحد الرواة فسّره من عنده.
• عن كعب بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن كالخامة من الزرع، تفيئها الريح مرة وتَعدلها مرة، ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انْجِعافُها مرة واحدة".
متفق عليه: رواه البخاري في المرضى (5643)، من حديث سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن
عبد الله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك، فذكره. واللفظ له.
ورواه مسلم في صفات المنافقين (2810: 59) من طريق آخر، عن ابن كعب، عن كعب بن مالك به، وفيه: ومثل الكافر كمثل الأرزة.
• عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ من الشّجر شجرةً لا يسقط ورقُها، وإنّها مثل المسلم، فحدّثوني ما هي؟ ". فوقع النّاسُ في شجر البوادي. قال عبد الله بن عمر: ووقع في نفسي أنّها النّخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدّثنا ما هي يا رسول الله! قال: "هي النّخلة".
وفي رواية: "أخبروني شجرة مثلُها مَثَلُ المسلم، تُؤتي أكلها كلَّ حين بإذن ربِّها، ولا تحت ورقها" فوقع في نفسي: النّخلة، فكرهتُ أن أتكلّم وثمَّ أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"هي النّخلة". فلما خرجتُ مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي النّخلة. قال: ما منعك أن تقولها؟ لو كنتَ قلتَها كان أحبّ إليَّ من كذا وكذا. قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت".
متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (61)، ومسلم في صفات المنافقين (2811) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
والرواية الثانية عند البخاريّ (6144) من وجه آخر عن نافع، عن ابن عمر.
• عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود على قيراط قيراط، ثم عملت النصارى على قيراط قيراط، ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. فقال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء".
صحيح: رواه البخاري في الإجارة (2269) عن إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فذكره.
• عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقحمون فيها".
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (6483)، ومسلم في الفضائل (2284: 17) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للبخاري.
• عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة".
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (6498)، ومسلم في البر والصلة (2547: 232) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: فذكره.
وفسّر القرطبي معنى الحديث بقوله: الذي يناسب التمثيل أن الرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس، والحمالات عنهم، ويكشف كربهم عزيز الوجود كالراحلة في الإبل الكثيرة.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "مثل أمتي مثل المطر، لا يُدرى أوله خير أو آخره".
حسن: رواه الترمذي (2869)، وأحمد (12327)، والبزار (6896) كلهم من طريق حماد بن يحيى الأبَح، عن ثابت، عن أنس، قال: فذكره.
قال الترمذي: "حسن غريب من هذا الوجه، ورُوي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يُثبّت حماد بن يحيى الأبح وكان يقول: هو من شيوخنا".
وإسناده حسن من أجل حماد بن يحيى الأبح وهو حسن الحديث.
وقال البزار: "هذا الحديث لا نعلم رواه عن ثابت، عن أنس إلا حماد بن يحيى - ولم يكن بالقوي -، وقد حدّث عنه المتقدمون".
قلت: ولم يتفرد به حماد بن يحيى بل توبع، رواه الرامهرمزي في الأمثال (69) من طريق عبيد بن مسلم صاحب السابري عن ثابت به.
وعبيد بن مسلم روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في الثقات فهو لا بأس به في المتابعات، ولذا قال الحافظ في الفتح (7/ 8):"هذا حديث حسن، له طرق يرتقي بها إلى الصحة".
ورواه أحمد (12462) عن حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد ويونس، عن الحسن به مرسلا.
وسئل أحمد عن هذا الحديث فقال: "الصواب مرسل".
قلت: لا شك أن حماد بن سلمة من أثبت الناس في ثابت لكن رواية الاثنين تقوّي أيضا جانب الوصل، فلعل ثابتا حدّثَ على الوجهين.
• عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل أمتي مثل المطر، لا يُدرى أوله خيرٌ أم آخره".
حسن: رواه البزار (1412)، وابن حبان (7226) كلاهما من طريق الفضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، عن عبيد بن سليمان الأغر، عن أبيه، عن عمار بن ياسر قال: فذكره.
والفضيل بن سليمان هو النميري تكلم فيه أهل العلم وهو ضعيف الحديث، ولكن للحديث إسناد آخر يقوّيه.
وهو ما رواه أحمد (18881) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا زياد أبو عمر، عن الحسن، عن عمار بن ياسر به.
وهذا الإسناد منقطع لأن الحسن البصري مدلس وقد عنعن، وهو لم يسمع من عمار بن ياسر.
وله إسناد آخر: رواه الطيالسي (682) عن عمران هو القطان، عن قتادة، حدثنا صاحب لنا، عن عمار، فذكره. والراوي عن عمار مجهول.
والحديث بهذه الطرق يرتقي إلى درجة الحسن إنْ شاء الله.
وفي الباب أحاديث أخرى من مسند عمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وفي كل منها مقال.
والحديث يُحمل على من جاء بعد: "خير القرون" المنصوص ذكرهم في الأحاديث الصحيحة، وأنهم بلا شك أفضل هذه الأمة، فلا بد أن يُحمل هذا الحديث على غيرهم.
وقال ابن حبان: "عموم هذا الخطاب أريد به بعضُ الأمة لا الكل.
وقال العلائي: والأحاديث الثابتة في تفضيل الصحابة على من بعدهم صريحة لا تحتمل التأويل، وهي أصح وأكثر من هذه الأحاديث المحتملة فلا تكون معارضة".
وهذا الذي قاله هو الحق فلا بد من الاستثناء الذي ذكرتُه ليستقيم معنى الحديثين، وهذا الحديث يُعدّ من دلائل النبوة، فإن الواقع يشهد بذلك.
• * *