الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا من أن أعتقها، فأعتقها.
حسن: رواه ابن حبان (5216) والطبراني في الصغير (185) كلاهما من طريق علي بن خشرم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، قال: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن كيسان، وهو المروزي، فإنه حسن الحديث، إلا في رواية ابنه عنه، فإنه يتقى منه، كما قال ابن حبان في الثقات (7/ 33) إلا أن في بعض ألفاظه غرابة، وقد اعترف ابن حبان في أول إسناده بأنه خبر غريب.
• * *
103 - تفسير سورة العصر وهي مكية، وعدد آياتها 3
سورة العصر هي إحدى سور ثلاث هن أقصر السور، وعدد آياتها ثلاث، هي والكوثر، والنصر. وسورة العصر مع قصرها تشتمل على أهم ثلاثة أمور في حياة الإنسان، وهي:
1 -
الخسران للكفار والمشركين.
2 -
النجاة للمؤمنين.
3 -
الصبر على ما يصيب الإنسان في التواصي بالخير.
ولذا كان الإمام الشافعي يقول: لو لم ينزل إلى الناس إلا هي لكفتهم، وفي رواية: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. وقال غيره: إنها شملت جميع علوم القرآن.
قوله: {وَالْعَصْرِ} أي: أقسم الله تعالى بالعصر، والمراد منه الدهر، كما قال ابن عباس، وهو الظاهر، وإن كان العصر استعمل لمعان عدة، وأشهرها آخر النهار، وهو وقت صلاة العصر.
وقوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} أي: جنس الإنسان، وهو يستغرق جميع أفراد الإنسان عند نزول هذه الآية الكريمة ومن جاء بعدهم، سواء بلغتهم الدعوة ومن لم تبلغهم، فالخسران صفة لازمة للإنسان، والخسر هو الهلكة، وقيل: العقوبة، ومنه قوله تعالى:{وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا} [الطلاق: 9].
وقوله: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} استثنى من الخسران: الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وبقي حكم الخسران متحققا في غير المؤمنين على مرّ الدهور إلى يوم القيامة.
وهذه مناسبة للقسم بالعصر، أي: الدهر.
وقوله: التواصي بالحق من الأعمال الصالحة، وقد يلحقه الأذى والمشقة كما حصلت للأنبياء عليهم السلام، ومن على طريقتهم في الدعوة والتبليغ، فأمروا بالتواصي بالصبر، لأن الصبر مفتاح النجاح، ولذا أمر الله تعالى في سورة البقرة [45]:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} .
رويَ عن أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - قال: كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر} ، ثم يسلّم أحدهما على الآخر.
قال علي بن المديني: اسم أبي مدينة عبد الله بن حصن.
رواه الطبراني في الأوسط (5120) عن محمد بن هشام المستملي، حدثنا عبيد الله بن عائشة، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي مدينة الدارمي قال: فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 307): "رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة وهو ثقة".
وهو كما قال إلا ان أبا مدينة الدارمي واسمه كما قال علي بن المديني عبد الله بن حصن، هو من التابعين من يكنى بهذه الكنية واسمه واسم أبيه مثله إلا أنه ينسب إلى سدوس، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والله أعلم بالصواب. والأمر لا يخرج من كون هذا العمل منقولا من الصحابي أو التابعي، وليس فيه شيء مرفوعا، وهو ليس على شرط الجامع الكامل.
• * *