الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء في النفاق والمنافقين
1 - باب ما جاء في علامات النفاق
قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142].
وقال تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 143] أي متردّدين، لا إلى المسلمين، ولا إلى الكافرين.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (33)، ومسلم في الإيمان (59) كلاهما من حديث إسماعيل ابن جعفر، قال: حدّثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم من وجه آخر من حديث العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، وزاد فيه:"وإن صام وصلّى وزعم أنه مسلم".
• عن عبد اللَّه بن عمرو، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصْلة منهن كانت فيه خصلة من النّفاق حتى يدَعها: إذا ائتُمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (34)، ومسلم في الإيمان (58) كلاهما من حديث سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن مُرّة، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره. وفي رواية عند مسلم من غير سفيان، بلفظ:"ومن كانت فيه خلّة منهن كانت فيه خلّة من نفاق".
و"الخلّة": بفتح الخاء وتشديد اللام هي بمعنى الخصلة.
• عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق، إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف"
صحيح: رواه البزار (1662) عن عمرو بن علي، قال: نا أبو داود، قال: نا شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، فذكره. وإسناده صحيح.
وقد اختلف في رفعه ووقفه، قال عمرو بن علي الفلاس:"لا أعلم أحدا تابع أبا داود على رفعه، وأبو داود ثقة".
قال ابن عدي: "وهذا الذي قال عمرو لا أعلم أحدا تابع أبا داود على رفعه إنما أراد من حديث شعبة عن منصور عن أبي وائل وأما عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللَّه فقد رفعه غير واحد عن الأعمش منهم مالك بن سعيد ومحمد بن عبيد وغيرهما وقد أوقفه أيضًا جماعة عن الأعمش". الكامل (3/ 1129).
إلا أن الدارقطني بعد ما ذكر الاختلاف في رفعه ووقفه قال: "والموقوف أصح". العلل (5/ 85، 86).
• عن أنس قال: قلّما خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلّا قال: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له".
حسق: رواه أحمد (12383)، وأبو يعلى (12863)، والبزار - كشف الأستار (100)، والبغويّ في شرح السنة (38) كلّهم من طريق أبي هلال، عن قتادة، عن أنس، فذكره. قال البغويّ:"هذا حديث حسن".
قلت: وهو كما قال.
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أكثر منافقي أمّتي قرّاؤها".
حسن: رواه أحمد (6637)، والبخاريّ في التاريخ الكبير (1/ 257)، والبغويّ في شرح السنة (39) كلهم من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن عبد الرحمن بن شريح المعافري، قال: حدثني شراحيل بن يزيد، عن محمد بن هديّة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.
ورواه البخاريّ في خلق أفعال العباد (613) من وجه آخر عن المعافري، بإسناده، مثله. وإسناده حسن من أجل شراحيل بن يزيد فإنه حسن الحديث.
• عن عقبة بن عامر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"أكثر منافقي هذه الأمّة قرّاؤها".
حسن: رواه الإمام أحمد (17410) عن أبي عبد الرحمن، حدّثنا ابن لهيعة، حدثني أبو المصعب، قال: سمعت عقبة، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة فإنّ فيه كلامًا معروفا إلا أنّ راويه هنا أبو عبد الرحمن هو عبد اللَّه بن يزيد المقرئ وهو من الذين سمعوا ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، وقد تابعه على ذلك عددٌ لا بأس بهم، فقد رواه الفريابيّ في "صفة المنافقين"(33)، والخطيب في "تاريخه"(1/ 357)، والطبراني في الكبير (17/ 841)، والإمام أحمد (17366) كلهم من أوجه عن ابن لهيعة بإسناده كما أن ابن لهيعة أيضًا لم ينفرد به فقد تابعه الوليد بن المغيرة، عن أبي المصعب وهو مشرح بن عاهان، عن عقبة بن عامر، فذكر الحديث.
رواه البخاريّ في خلق أفعال العباد (614) بإسناده عن الوليد بن المغيرة.
ومشرح بن عاهان فيه كلام إلّا أنه يقبل حديثه في الشواهد والمتابعات.