الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحيح: رواه أبو داود الطيالسي (293) والبزار (1971) والشاشي في مسنده (404) - واللفظ له - والبيهقي في الدلائل (2/ 266) كلهم من طريق المغيرة (هو ابن مقسم الضبي) عن أبي الضحى (واسمه: مسلم بن صبيح) عن مسروق، عن عبد الله، فذكره. وإسناده صحيح.
• عن ابن عمر قال: انفلق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا".
صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة (2801) ولم يسق لفظه، والترمذي (2182) واللفظ له، كلاهما من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
• عن ابن عباس قال: إن القمر انشق على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (2803) ومسلم في صفة القيامة (3638) كلاهما من طريق بكر بن مضر، حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، قال: فذكره.
2 - باب قوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} .
وقال تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (28) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} [المؤمنون: 28 - 30].
وقال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 15].
وقال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 119 - 121].
إذا نظرنا إلى هذه الآيات الكريمة يظهر لنا جليا بأن صنع الفلك من الخشب، وكونه يجري في البحر مع أمواجه، وأن الله نجَّا نوحا ومن آمن معه من الغرق كل ذلك من ايات الله سبحانه وتعالى، لأنه يقول في موضع آخر:{اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الجاثية: 12 - 13].
وعلى هذا التفسير يكون معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ، أي: جعلنا قصة نوح وصنع السفينة من الخشب وما حدث بعده كله آية من الله سبحانه لمن يأتي بعده.
وقد يكون معناه عند بعض أهل العلم بأن إبقاء السفينة نفسها على جبل جودي آية. وقد روي عن قتادة أنه قال: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
ذكره البخاري معلقا عنه في كتاب التفسير عقب حديث رقم (4868).
وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره (3062) والطبري في التفسير (22/ 128) كلاهما من طريق معمر عن قتادة، فذكره بنحوه، وزاد فيه:"على الجودي" بعد قوله: "ألقى الله سفينة نوح".
وأخرج ابن جرير (22/ 128) وابن أبي حاتم (10/ 3220) كلاهما من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال:"أبقاها الله بباقِردَى من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة نظرا، وكم من سفينة كانت بعدها قد صارت رمادا". وهذا لفظ الطبري، وليس عند ابن أبي حاتم قوله:"بباقِردَى".
والجزيرة: المقصود بها جزيرة ابن عمر، وهي مدينة كبيرة من أعمال الموصل، والجودي جبل عال مستطيل بالجزيرة في الجانب الشرقي من دجلة.
وجزيرة ابن عمر لا زالت معروفة باسمها هذا، مرسومة به على الخرائط الجغرافية الحديثة على الحدود الشمالية الشرقية السورية.
وهذه الجزيرة تم فتحها في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عياض بن غنم.
انظر: معجم الأمكنة الوارد ذكرها في صحيح البخاري (ص: 143 - 145).
وقتادة سمع من بعض الصحابة، منهم أنس بن مالك وأبو الطفيل، فقوله:"أدرك سفينة نوح أوائل هذه الأمة" الظاهر من قوله أنه يقصد الصحابة، فلو كانت هذه القصة صحيحة لتواتر نقلها، كما تواتر نقل الطوفان، لأنها حادثة عظيمة وفيها عبرة لمن بعدهم.
وقتادة مدلس، فأخشى أنه سمع هذه القصة من بعض المجاهيل، ودلَّس فيها.
ولكن لا يمنع ذلك من انكشاف آثار السفينة فيما بعد، فقد تناقلت الصحف العالمية بأن جماعة من الباحثين وجدوا آثار السفينة في جبل الجودي قرب قرية باقردى.
فإن صح هذا فمعنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً} ، أي: أبقيناها زمنا بعد نوح للعبرة، ولكن ليس فيه دليل أنه يبقى إلى يوم القيامة، ولذا حمل الآية على قصة نوح من كونه صنع سفينة من خشب وأبحرها بحكم الله تعالى، وأن الله نَجَّاهم من الطوفان الذي أغرق كل شيء حي على كرة الأرض أولى من حملها على السفينة نفسها، وألله تعالى أعلم.
وقوله: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} .
• عن أبي إسحاق قال: رأيت رجلا سأل الأسود بن يزيد وهو يعلم القرآن في المسجد، فقال: كيف تقرأ هذه الآية: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} أدالا أم ذالا؟ قال: بل دالا، سمعت عبد الله بن مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {مُدَّكِرٍ} .
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4871) ومسلم في صلاة المسافرين (823) كلاهما من طريق زهير، عن أبي إسحاق، قال: فذكره، واللفظ لمسلم.