الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ والله! لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه، ولا أقول لأحد، يكون علي أميرا: إنه خير الناس بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه".
متفق عليه: رواه البخاري في الفتن (7098)، ومسلم في الزهد (2989)، واللفظ له، كلاهما من طريق سليمان الأعمش، قال: سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة قال: قيل لأسامة بن زيد: ألا تدخل على عثمان
…
فذكره.
• عن جندب بن عبد الله الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (2/ 178) عن أحمد بن المعلى الدمشقي، والحسن بن علي المعمري، قال: ثنا هشام بن عمار، ثنا علي بن سليمان الكلبي، حدثني الأعمش، عن أبي تميمة، عن جندب بن عبد الله الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وفيه علي بن سليمان الكلبي لا يعرف.
وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 184، 185) فقال: "رجاله موثقون" اعتمادا على ابن حبان، فإن في الإسناد علي بن سليمان الكلبي ذكره ابن حبان في ثقاته (7/ 213) وقال:"يغرب".
ثم عاد الهيثمي في حديث آخر من طريق علي بن سليمان الكلبي فقال في المجمع (6/ 232): "علي بن سليمان الكلبي لم أعرفه".
ويقوّيه ما روي موقوفا عن جندب بن عبد الله: رواه أحمد في الزهد (1127)، وأبو داود في الزهد (392) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، حدثنا الجريري، عن أبي السوار العدوي أنهم أتوا جندبا، فذكر نحوه.
وحماد بن سلمة ممن سمع الجريري قبل اختلاطه.
وبهذين الإسنادين يرتقي الحديث إلى درجة الحسن وقد حسّنه المنذري في الترغيب والترهيب (220).
3 - باب التيسير على الناس ما لم يكن إثما
• عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يسّروا ولا تعسّروا، وسكّنوا ولا تنفروا".
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (6125)، ومسلم في اللقطة (1734) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي التياح، عن أنس، فذكره.
• عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن، فقال:"يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا".
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد (3038)، ومسلم في اللقطة (1733) كلاهما من حديث وكيع، عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، فذكره.
• عن عائشة أنها قالت: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها".
متفق عليه: رواه مالك في حسن الخلق (2) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. ورواه البخاري في الأدب (6126)، ومسلم في الفضائل (2327: 77) كلاهما من طريق مالك به.
• عن الأزرق بن قيس قال: كنا على شاطئ نهر بالأهواز، قد نضب عنه الماء، فجاء أبو برزة الأسلمي على فرس، فصلى وخلى فرسه، فانطلقت الفرس، فترك صلاته وتبعها حتى أدركها، فأخذها ثم جاء فقضى صلاته، وفينا رجل له رأي، فأقبل يقول: انظروا إلى هذا الشيخ، ترك صلاته من أجل فرس، فأقبل فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن منزلي متراخ، فلو صليت وتركته، لم آت أهلي إلى الليل، وذكر أنه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى من تيسيره.
صحيح: رواه البخاري في الأدب (6127) عن أبي النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن الأزرق بن قيس، فذكره.
• عن الأزرق بن قيس، قال: كنا بالأهواز نقاتل الحرورية، فبينا أنا على جرف نهر إذا رجل يصلي، وإذا لجام دابته بيده، فجعلت الدابة تنازعه وجعل يتبعها، فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ، فلما انصرف الشيخ، قال: إني سمعت قولكم، وإني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست غزوات، أو سبع غزوات، أو ثمان وشهدت تيسيره، وإني إن كنت أن أراجع مع دابتي أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها فيشق علي.
صحيح: رواه البخاري في الصلاة (1211) عن آدم، حدثنا شعبة، حدثنا الأزرق بن قيس، قال: فذكره.
قوله: "إذا رجل يصلي" قال شعبة: هو أبو برزة الأسلمي.