الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعده كَفرا كَفرا، فسُرَّ بذلك، فأنزل الله:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} فأعطاه في الجنة ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي من الأزواج والخدم.
صحيح: رواه ابن جرير في تفسيره (24/ 487 - 488) والطبراني في الكبير (10/ 337) والحاكم (2/ 526) والبيهقي في الدلائل (7/ 61) والواحدي في أسباب النزول (ص: 490، 491) كلهم من طرق عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، فذكره.
وإسناده صحيح. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وقال الحافظ ابن كثير: "هذا إسناد صحيح إلى ابن عباس".
قلت: وحكمه مرفوع لأنه لا يقال بالرأي في الغيبيات.
3 - باب قوله: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)}
أي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلَّمك ما لم تكن تعلم، ووفَّقك لأحسن الأعمال والأخلاق، قال تعالى في آية أخرى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
ومثله ما جاء عن موسى ليه السلام في قوله: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء: 20].
ليس المراد بالضلال هنا اتباع الباطل والوقوع في الكفر والشرك؛ فإن الأنبياء عليهم السلام معصومون من ذلك كله قبل النبوة وبعدها بالاتفاق.
• * *
94 - تفسير سورة الشرح وهي مكية، وعدد آياتها 8
أي: جعلنا صدرك واسعا فسيحا منورا بنور الهداية والعرفان، وهذا مثل قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ
اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125]، وكذلك شُرِح صدر النبي صلى الله عليه وسلم وشُقَّ عن قلبه مرتين، وأُخْرِجَ منه حظ الشيطان، ومليء إيمانا وحكمة، فقد جاء في الصحيح.
• عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان. فأخذه فصرعه فشق عن قلبه. فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني ظئْره) فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.
قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (162: 261) عن شيبان بن فروخ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، فذكره.
• عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه
…
" الحديث.
متفق عليه: رواه البخاري في الصلاة (349) ومسلم في الإيمان (163) كلاهما من حديث يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: فذكره بطوله في قصة الإسراء والمعراج.
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله، فقلت: يا رب، قد كانت قبلي رسل، منهم من سخرت له الرياح، ومنهم من كان يحيي الموتى، قال: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ ألم أجدك ضالا فهديتك؟ ألم أشرح لك صدرك، ووضعت عنك وزرك؟ قلت: بلى يا رب".
صحيح: رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (8/ 430) والطبراني في الأوسط (3664) وفي الكبير (11/ 455) والحاكم (2/ 526) كلهم من طرق عن حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، وحماد بن زيد ممن سمع عطاء بن السائب قبل اختلاطه.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قال الطبراني في الأوسط: "لم يرفع هذا الحديث عن حماد بن زيد إلا أبو الربيع الزهراني، وسليمان بن أيوب صاحب البصري".
قلت: بل رفعه أيضا أبو عمر الحوضي عند ابن أبي حاتم، وعارم أبو النعمان عند الطبراني في الكبير، وعبد الله بن الجراح عند الحاكم، كلهم عن حماد بن زيد به مرفوعا. ورفع هؤلاء يقدم على من وقَّفه.