الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال:"أي سعد، ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا" قال: اعف عنه يا رسول الله! واصفح، فوالله! لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبونه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (6254)، ومسلم في الجهاد والسير (1798) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أخبرني أسامة بن زيد، فذكره.
21 - باب المصافحة والمعانقة
• عن قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم.
صحيح: رواه البخاري في الاستئذان (6263) عن عمرو بن عاصم، حدثنا همام، عن قتادة، فذكره.
• عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا منكم"، وهم أول من جاء بالمصافحة.
صحيح: رواه أبو داود (5213)، وأحمد (13212)، والبخاري في الأدب المفرد (967) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، فذكره.
وليس عند أبي داود: "هم أرقّ قلوبا منكم". وإسناده صحيح.
قوله: "وهم أول من جاء بالمصافحة" من قول أنس كما جاء صريحا عند أحمد (13624) عن عفان، حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا حميد، عن أنس قال: إنه لما أقبل أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم أهل اليمن، هم أرق منكم قلوبا". قال أنس: وهم أول من جاء بالمصافحة.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم".
قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا
هم أول من أحدث المصافحة.
صحيح: رواه أحمد (12582)، وصحّحه ابن حبان (7193) كلاهما من طريق يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.
وهو مذكور في كتاب فضائل الصحابة.
وقال أنس: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.
رواه الطبراني في الأوسط - مجمع البحرين (3034) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
وقال الطبراني: "لم يروه عن شعبة إلا عبد السلام، تفرد به الجعفي.
قلت: يحيى بن سليمان الجعفي وإنْ كان من رجال الصحيح إلا أن فيه كلاما ينزل حديثه إلى درجة الحسن.
وشيخ الطبراني حسن الحديث أيضا، فقد روى عنه جمع، وأكثر عنه الطبراني، ومع شهرته لم يطعن.
وقال الشعبي: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا التقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا.
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 281)، والبيهقي (7/ 100) كلاهما من طريق شعبة، عن غالب التمار، عن الشعبي، فذكره. واللفظ للطحاوي.
وإسناده حسن من أجل غالب التمار فإنه حسن الحديث.
• عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمين يلتقيان، فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا".
حسن: رواه أبو داود (5212)، والترمذي (2727)، وابن ماجه (3703)، وأحمد (18547) كلهم من طريق الأجلح، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء، وقد روي هذا الحديث عن البراء من غير وجه". وفي نسخة: "حسن غريب".
قلت: إسناده حسن فإن الأجلح هو ابن عبد الله الكندي مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يتبين خطؤه ونكارته في متنه.
ورواه أبو داود (5211) بإسناد آخر عن البراء ولفظه: "إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله عز وجل، واستغفراه غفر لهما". وفي إسناده جهالة إلا أن أحدهما يقوي الآخر، لعل الترمذي يقصد هذا الإسناد في قوله: وقد روي هذا الحديث عن البراء من غير وجه.
• عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيه، فقال:"يا حذيفة! ناولني يدك فقبض يده، ثم الثانية، ثم الثالثة فقال: ما يمنعك؟ فقال: إني جنب، فقال: "إن المؤمن إذا لقي المؤمن فأخذ بيده تحاتت خطاياه كما تحات ورق الشجر".
حسن: رواه ابن وهب في الجامع (250) فقال: وأخبرني ابن لهيعة، عن الوليد بن أبي الوليد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه سمع حذيفة بن اليمان يذكر: فذكر الحديث.
وإسناده حسن فيه ابن لهيعة، والكلام فيه معروف، لكن احتمل بعض الأئمة ما رواه العبادلة عنه منهم ابن وهب، وهذا منه.
وأما الوليد بن أبي الوليد هو أبو عثمان المدني مولى ابن عمر ويقال: مولى لآل عثمان بن عفان سئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة. الجرح والتعديل (9/ 20)، وقال ابن معين:"ثقة يروي عنه أهل مصر" تاريخ الدوري (5158)، وهذا مما فات ابن حجر في التهذيب فلم يذكره.
• عن سلمان الفارسي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تتحات الورق من الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (6/ 315)، والبيهقي في الشعب (8549) كلاهما من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ثنا سالم بن غيلان قال: سمعت جعدا أبا عثمان يقول: حدثني أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي، فذكره.
قال المنذري في الترغيب (4136): "رواه الطبراني بإسناد حسن".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 37): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير سالم بن غيلان وهو ثقة".
قلت: إسناده حسن من أجل سالم بن غيلان وهو التجيبي المصري فإنه لا بأس به كما قال أبو داود والنسائي وأحمد.
وأما ما روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تمام التحية الأخذ باليد" فهو ضعيف.
رواه الترمذي (2730) من أحمد بن عبدة الضبي قال: حدثنا يحيى بن سُليم الطائفي، عن سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن رجل، عن ابن مسعود، فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سُليم، عن سفيان قال: سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعدّه محفوظا".
• عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة بايعنه على الإسلام فقلن: يا رسول الله! نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا