الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا خويلة ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه". قالت: فوالله! ما برحت حتى نزل في القرآن، فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي:"يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك". ثم قرأ علي: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مريه، فليعتق رقبة". قالت: فقلت: والله! يا رسول الله! ما عنده ما يعتق، قال:"فليصم شهرين متتابعين". قالت: والله يا رسول الله، إنه شيخ كبير، ما به من صيام، قال:"فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر". قالت: فقلت: والله! يا رسول الله! ما ذاك عنده، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنا سنعينه بعرق من تمر"، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله! سأعينه بعرق آخر، قال:"قد أصبت وأحسنت"، فاذهبي، فتصدقي عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرًا قالت: ففعلت.
قال عبد الله: قال أبي: قال سعد: العرق: الصن.
حسن: رواه أحمد (27319) واللفظ له، وأبو داود (2214، 2215)، وابن الجارود (746)، وصحّحه ابن حبان (4279)، والبيهقي (7/ 389) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، حدثني معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خولة بنت مالك بن ثعلبة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، ومن أجل شيخه معمر بن عبد الله بن حنظلة فقد وثقه ابن حبان، وأخرج حديثه في صحيحه.
وحسنه أيضًا الحافظ ابن حجر، وقال ابن كثير في تفسيره بعد أن رواه من طريق أحمد:"هذا هو الصحيح في سبب نزول صدر هذه القصة".
قوله: {نُهُوا عَنِ النَّجْوَى} هم اليهود، لأن نجواهم كانت بالإثم والعدوان، فلم ينتهوا بل استمروا على نجواهم.
وقوله: {حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} أي: إذا حيوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، والسام هو الموت، وقد جاء في الصحيح.
• عن عائشة قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك،
فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال:"يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" قلت: أو لم تسمع ما قالوا: قال: "قلت: عليكم".
متفق عليه: رواه البخاري في استتابة المرتدين (6927) ومسلم في السلام (2165) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاري (6030) من وجه آخر عن عائشة، وجاء فيه:"أو لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيَّ".
• عن عائشة قالت: أتى النبي صلى الله عليه وسلم ناس من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقال: "وعليكم" قالت عائشة: فقلت: وعليكم السام والذام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة! لا تكوني فحاشة" قالت: فقلت: يا رسول الله! أما سمعت ما قالوا: السام عليك. قال: "أليس قد رددت عليهم الذي قالوا، قلت: وعليكم".
قال ابن نمير: يعني في حديث عائشة: "إن الله عز وجل لا يحب الفحش والتفحش" وقال ابن نمير في حديثه: فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} حتى فرغ.
صحيح: رواه أحمد (25924) عن أبي معاوية وابن نمير، قالا: حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة، فذكرته.
ورواه مسلم (2165: 11) من طريق أبي معاوية به وحده مختصرا، كما رواه أيضا عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش به، وذكر فيه سبب نزول الآية الكريمة.
• عن جابر بن عبد الله يقول: سلم ناس من يهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. فقال: "وعليكم". فقالت عائشة وغضبت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: "بلى قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا".
صحيح: رواه مسلم في السلام (2166) من طرق عن حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
• عن عبد الله بن عمرو، أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: سام عليك، ثم يقولون في أنفسهم: فنزلت هذه الآية: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} إلى آخر الآية.
صحيح: رواه أحمد (6589)، والبزار (كشف الأستار 3/ 75)، والبيهقي في شعب الإيمان (8679) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وعطاء بن السّائب ثقة وثّقه جماعة من أهل العلم إلا أنه اختلط في آخره، وحماد بن سلمة ممن سمع منه قبل اختلاطه.