الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن علي، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، والصحيح عن عليّ موقوف قوله".
يظهر من كلام الترمذيّ أن الإسناد الأوّل الذي ساقه عن أبي كريب ضعيف أيضًا مع الإسناد الثاني وهو الحسن أبي جعفر، ومن طريقه رواه الطبريّ في تهذيب الآثار في مسند عليّ (ص 183، 184) عن أيوب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عليّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
والحسن بن أبي جعفر ضعيف، وقد خالف الثّقات وهو حمّاد بن سلمة الذي رواه عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا الإسناد الذي ساقه الترمذيّ فيه سويد بن عمرو الكلبي وهو مختلف فيه مع كونه من رجال مسلم، فوثّقه ابن معين والنسائي، وقال العجلي:"كوفي ثقة ثبت في الحديث، وكان رجلًا صالحًا متعبدا" ولكن تكلم فيه ابن حبَّان في المجروحين (رقم 449) فأفحش القول فيه قال: "كان يقلب الأسانيد، ويضمع على الأسانيد الصحاح المتون الواهية، لا يجوز الاحتجاج به بحال، ثمّ روى الحديث عن حمّاد بن سلمة بإسناده وقال: وهذا الحديث ليس من حديث أبي هريرة، ولا من حديث حمّاد بن سلمة، إنّما هذا قول عليّ بن أبي طالب، وقد رفعه عن عليّ الحسنُ بن أبي جعفر الجعفري، عن أيوب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن علي، وهو خطأ فاحش" انتهى.
ثمّ أعاد تخريج هذا الحديث في ترجمة عبد السّلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة أبو الصلت الهروي وقال عنه: "يُروي عن حمّاد بن زيد وأهل الكوفة العجائب في فضائل عليّ وأهل بيته لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وأخرج عنه عن عباد بن العوام، عن جُميل بن مرة، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث مثله. انتهى.
ورُويَ أيضًا عن عليّ كما قال الترمذيّ - موقوفًا عليه - أنه قال: لابن الكوّاء: هل تدري ما قال الأوّلون؟ أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما.
رواه البخاريّ في الأدب المفرد (1321) عن عبد الله، قال: حَدَّثَنَا مروان بن معاوية قال: حَدَّثَنَا محمد بن عبيد الكندي، عن أبيه قال: سمعت عليا يقول لابن الكواء، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عبيد الكندي وأبيه.
وتكلم أهل العلم على هذا الحديث فذهب جمهورهم إلى أن الصَّحيح أنه من قول علي، منهم: الترمذيّ كما سبق، والبغوي في شرح السنة، والدارقطني، والبيهقي في الشعب (6168، 6170) وغيرهم.
43 - باب في من التمس رضا الله بسخط الناس
• عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله تعالى عنه، وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله