الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى.
1 - ما جاء في قراءة سورة الزلزال في ركعتين
• عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلا من جهينة أخبره، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح:{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أم قرأ ذلك عمدا.
حسن: رواه أبو داود (816) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال، عن معاذ بن عبد الله الجهني، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن أبي هلال وشيخه معاذ بن عبد الله الجهني، فإنهما حسنا الحديث، وجهالة الصحابة لا تضر.
وما ورد من فضائل سورة الزلزال بأنها تعدل نصف القرآن فهو ضعيف، روي ذلك عن أنس بن مالك، رواه الترمذي (2893) وغيره، وفيه الحسن بن سَلْم بن صالح العجلي مجهول، كما قال العقيلي وغيره.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ: الحسن بن سَلْم، وفي الباب عن ابن عباس". ثم رواه عنه (2894) هو والحاكم (1/ 566) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا يمان بن المغيرة العنزي، حدثنا عطاء، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذي: "لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقبه الذهبي فقال: "بل يمان ضعفوه".
قلت: وهو كما قال، فقد ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة، وقال البخاري: منكر الحديث.
ولم يُحَسِّن الترمذي أحد هذين الحديثين، مع أنه كان على رسمه في تحسينه؛ لأن ضعف حديث أنس ليس بشديد، ويقويه حديث ابن عباس، مع ضعف فيه، غير أنه ليس فيه من يتهم، ومع ذلك لم يحسنهما.
وقوله: "نصف القرآن" أي إن القرآن يشمل أمرين: أمرا في الدنيا وأحكامها، وأمرا في الآخرة وأحكامها، فتكون هذه السورة تعدل نصف القرآن؛ لأنها تشتمل على أحكام الآخرة كما قال ابن القيم في زاد المعاد (1/ 317، 318) وقال: "وأحرى بهذا الحديث أن يكون صحيحا".
قوله: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} أي: ألقت ما فيها من موتاها وكنوزها، فتلقيها على ظهرها.
وهو كقوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} [الانشقاق 3 - 4].
وقد جاء في الصحيح:
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت. ويجيء القاطعُ فيقول: في هذا قطعتُ رحمي. ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (1013) من طرق عن محمد بن فُضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
وقوله: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها.
وروي في ذلك عن أبي هريرة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} قال: "أتدرون ما أخبارها؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمِلْتَ عليَّ كذا وكذا، يوم كذا وكذا، قال: فهو أخبارها".
رواه الترمذي (2429) وأحمد (8867) وصحَّحه ابن حبان (7360) والحاكم (2/ 532) والبيهقي في شعب الإيمان (6915) كلهم من حديث سعيد بن أبي أيوب، حدثني يحيى بن أبي سليم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الترمذي: حسن غريب صحيح. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وتعقبه الذهبي فقال: "يحيى هذا منكر الحديث، قاله البخاري".
قلت: وهو كما قال، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي مضطرب الحديث، يكتب حديثه.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (6913) من وجه آخر عن رشدين بن سعد، عن يحيى بن أبي سليمان، عن أبي حازم، عن أنس، أنه سمع يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر نحوه. ورشدين بن سعد ضعيف.
قال البيهقي: "خالفه غيره عن يحيى بن أبي سليمان، فرواه كما ذكره، وقال: هذا أصح من رواية رشدين بن سعد، ورشدين بن سعد ضعيف" انتهى قوله.
ولم يتكلم على يحيى بن أبي سليمان.
وقوله: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} أوحى لها، وأوحى إليها، ووحى لها، ووحى إليها واحد كما قال البخاري. ومعنى الوحي هنا الأمر، أي: أمر الأرض أن تنشق عنهم.
وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} أشتات جمع شت، أي: يصدر الناس عن مواقف الحساب {أَشْتَاتًا} أنواعا وأصنافا ما بين شقي وسعيد، أي: أنهما يرجعون عن الموقف فرقا،