الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبد الحميد بن سليمان وزمعة بن صالح كلاهما ضعيفان غير متهمين، وبهذه المتابعات يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
قال الترمذيّ: "هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
3 - باب قوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)}
أي: أن هذا القرآن تذكير لك ولقومك لتبدأ الدعوة بهم، قال تعالى:{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]. وتخصيص عشيرة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقومه بالذكر لا ينفي غيرهم، إنّما جاء ذكرهم في الآية المذكورة لأنهم أول المخاطبين، وإلا فالقرآن أنزل هدى ورحمة للناس كافة، قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]، والرسول الذي أنزل عليه هذا القرآن أرسل إلى الناس كافة، قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28].
قوله: {يَصِدُّونَ} أي: يضجون، وذلك لما ضُرِبَ ابن مريم مثلا ضجَّ أهل مكة، وقالوا: ما يريد محمد منا إِلَّا أن نعبده ونتخذه إلها كما عبدت النصارى ابنَ مريم.
قوله تعالى: {وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ} يعنون محمدًا، فنطيعه ونعبده ونترك آلهتنا. وبه قال قتادة.
وقوله تعالى: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا} يعني هذا المثل جدلا وخصومة بالباطل وإلا متى دعا محمد إلى عبادته، وقد جاء في الحديث:
• عن أبي أمامة قال: قال رسول الله عدل صلى الله عليه وسلم: "ما ضلّ قوم بعد هدى كانوا عليه إِلَّا أوتوا الجدل". ثمّ تلا هذه الآية: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} .
حسن: رواه الترمذيّ (3253)، وابن ماجة (48)، وأحمد (22164)، وصحّحه الحاكم (2/ 448، 447) كلّهم من طرق عن حجَّاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، قال: فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح، إنّما نعرفه من حديث حجَّاج بن دينار، وحجاج ثقة مقارب الحديث، وأبو غالب اسمه: حزَوّرٌ".
قلت: إسناده حسن من أجل أبي غالب، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث فيما له أصل،