الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (291) عن أبي يعلى، حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا وهيب به. وإسناده ضعيف لما فيه من راو مبهم.
وأما ما جاء في بعض طرق الحديث: "سهيل، عن أبيه" فأرى أنه وهمٌ، سلك فيه الجادة بعض الرواة فوهم فيه، ولو كان عن سهيل، عن أبيه، لما احتاج إلى إبهامه.
2 - باب إنْ كانت الطيرة (الشؤم) ففي ثلاث
• عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن". يعني الشؤم.
متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (22) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره. ورواه البخاري في النكاح (5095)، ومسلم في السلام (2226) كلاهما من طريق مالك به.
وفيه نفي أيضا للطيرة في الأشياء الثلاثة المذكورة، ومعنى الحديث لا طيرة في هذه الثلاثة أيضا.
• عن جابر أنه يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن كان في شيء ففي الربع، والخادم، والفرس".
صحيح: رواه مسلم في السلام (2227) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا عبد الله بن الحارث، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابرا يخبر: فذكره.
قوله: "الربع" هو المنزل ودار الإقامة.
• عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن كان الشؤم في شيء ففي الدار، والمرأة، والفرس".
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (5094)، ومسلم في السلام (2225: 117) كلاهما من طريق عمر بن محمد بن زيد العسقلاني، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره.
وفيه نفي للشؤم، ومعنى الحديث أنه لا شؤم في شيء لأنه ثبت كما مضى:"لا طيرة" أي لا شؤم.
• عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس، والمرأة، والدار".
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (5772)، ومسلم في السلام (2225: 116) كلاهما من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، وحمزة، أن عبد الله بن عمر، قال: فذكره.
ففي هذا الحديث إثبات الشؤم في ثلاث، وأكثر الروايات عن ابن عمر بلفظ:"إنْ كان الشؤم في شيء" وذهب أهل العلم إلى مذهبين:
أحدهما: أن الراوي رواه بالمعنى فوهم فيه لأنه جاء النهي عن الطيرة في الأحاديث الصحيحة
المتواترة، ويرد عليه أيضا حديث عائشة وسعد بن أبي وقاص.
والثاني: على فرض صحة هذه الرواية قالوا: فإن كانت لأحدكم دار يكره سكناها، أو امرأة يكره صحبتها، أو فرس يكره ارتباطها فليفارقها بأن ينتقل عن الدار، ويطلق المرأة، ويبيع الفرس لئلا يقع في وهم الشؤم المحرمة.
وقيل: إن شؤم الدار ضيقُها وسوءُ جارها، وشؤم المرأة أن لا تلد، وشؤم الفرس أن لا يغزى عليها فالأفضل أن يفارقها.
• عن سعد بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"لا هامة ولا عدوى، ولا طيرة، وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس، والمرأة، والدار".
حسن: رواه أبو داود (3921)، واللفظ له، وأحمد (1502)، وأبو يعلى (766)، وصحّحه ابن حبان (6127) كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك (أبي وقاص)، فذكره.
زاد أحمد (1554) وأبو يعلى: "إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه".
وإسناده حسن من أجل الحضرمي بن لاحق قال عنه النسائي: "لا بأس به.
ومن هذا الطريق رواه أيضا الإمام أحمد (1554) عن سعد بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ولا هام إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار".
• عن أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن تك في شيء ففي الدار والفرس والمرأة".
حسن: رواه الطحاوي في شرح المعاني (4/ 314)، وصحّحه ابن حبان (6123)، والضياء في المختارة (2269) كلهم من طرق عن مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن عتبة بن حميد، قال: حدثني عبيد الله بن أبي بكر أنه سمع عن أنس بن مالك يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عتبة بن حميد فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ ولم يأت في حديثه ما ينكر عليه.
• عن أبي حسان قال: دخل رجلان من بني عامر على عائشة فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الطيرة من الدار والمرأة والفرس"، فغضبت فطارت شقة منها في السماء، وشقة في الأرض، وقالت: والذي أنزل الفرقان على محمد ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، إنما قال:"كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك".
وفي رواية: ثم قرأت عائشة {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كِتَابٍ} [الحديد: 22].
حسن: رواه أحمد (26034، 26088)، والحاكم (2/ 479) مختصرا، وعنه البيهقي (8/ 140) من طريق قتادة، عن أبي حسان الأعرج، فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل أبي حسان الأعرج - وهو مسلم بن عبد الله البصري - فإنه صدوق. قال أحمد: "مستقيم الحديث أو مقارب الحديث"، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ووثقه ابن معين.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
ومع حسن إسناده يُحمل هذا على أن أبا هريرة لم يحفظ أول حديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث عن أهل الجاهلية بأنهم كانوا يتطيرون في الدار والمرأة والفرس، فسمع آخر الحديث ولم يسمعْ أوله.
روي نحو هذا عن مكحول عن عائشة، رواه الطيالسي في مسنده (1641) إلا أن مكحولا لم يسمع من عائشة.
فإن الروايات المتواترة كلها تنفي الشؤم، وعائشة ممن أنكرت على أبي هريرة، فالخلاصة فيه أن الروايات المخالفة كلها شاذة أو منكرة.
ومن هذه الروايات ما رواه البزار (9660)، والطبراني في الأوسط (9473) من طريق الصباح بن محارب، حدثنا داود الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا:"الشؤم في المرأة والدار والفرس".
وفي لفظ الطبراني: "إنْ كان الشؤم في شيء
…
" وفي إسناده داود بن يزيد الأودي وهو ضعيف.
وفي معناه ما روي عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشؤم في ثلاثة: في الدابة والمسكن والمرأة".
رواه أبو يعلى (229) عن أبي هشام (هو الرفاعي) حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عبد الله بن بديل بن ورقاء، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر، فذكره.
وفي إسناده عبد الله بن بديل بن ورقاء وهو المكي، قال عنه ابن معين: صالح، وقال ابن عدي: له أحاديث مما تنكر عليه الزيادة في متنه أو إسناده، وقال الدارقطني: ضعيف. وقد تفرد بهذا الحديث عن الزهري المحدث المكثر المشهور.
وقال الهيثمي في المجمع (5/ 104): "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن بديل بن ورقاء وهو ثقة، ولكن أبا هشام الرفاعي وهو شيخ أبي يعلى قال: إنه خطاء".
وكذلك لا يصح ما روي عن حكيم بن معاوية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا شؤم، وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس".
رواه الترمذي (2824) عن علي بن حجر، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر الطائي، عن معاوية بن حكيم، عن عمه حكيم بن معاوية، فذكره.
ومعاوية بن حكيم مجهول تفرد بالرواية عنه يحيى بن جابر الطائي.
ورواه ابن ماجه (1993) من وجه آخر عن إسماعيل بن عياش وفيه: عن حكيم بن معاوية، عن