الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والكلام على ذلك مبسوط في كتاب الصلاة.
أقسم الله تعالى في هذه الآيات الكريمة على البعث بعد الموت للحساب والجزاء حسب الأعمال بالمرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات، والمراد بها الملائكة الذين يرسلهم الله تعالى لتنفيذ ما يأمرهم به من الأمور المتعلقة بالكون، ولإيصال ما يرسلهم به من الوحي إلى الأنبياء والمرسلين ونحو ذلك من الأعمال والمهام، وهذا المعنى روي عن أبي هريرة وابن عباس وابن مسعود وغيرهم.
والمعنى الآخر أن المراد بها الرياح بأصنافها المختلفة، فالمرسلات: هي الرياح التي أرسلت متتابعة. والعاصفات: هي الرياح الشديدة الهبوب. والناشرات: هي الرياح اللينة، والفارقات: هي التي تفرق السحاب وتبدده. وهذا المعنى نقل عن مجاهد وقتادة والحسن وغيرهم من السلف، والله تعالى أعلم.
وقوله: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا} أي: الملائكة التي تنزل بأمر الله عز وجل ووحيه على الأنبياء والمرسلين، وتلقي إليهم الوحي الذي يكون فيه ذكر وإعذار إلى الخلق، ويكون فيه إنذار لهم إن خالفوا أمر الله عز وجل.
يؤمر المكذبون يوم القيامة بالذهاب إلى جهنم، ويكون النار فيها بأحوالها الثلاث: الدخان والشرر واللهب، وهذا غاية أوصاف النار إذا اضطرمت واشتدت، وهذا الدخان لا يكون ظليلا في نفسه، ولا يقيهم من حر اللهب، وشررها يتطاير كالقصر، وهو البناء العظيم، مثل الحصون وغيرها. وفي تفسير هذه الآيات أقوال أخرى، ومنها ما جاء عن ابن عباس.
• عن ابن عباس: {تَرْمِي بِشَرَرٍ} كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع أو فوق ذلك، فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر، {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} حبال السُّفُن، تُجْمَع حتى تكون كأوساط الرجال.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (4933) عن عمرو بن علي، حدثنا يحيى، أخبرنا سفيان، حدثني عبد الرحمن بن عابس، سمعت ابن عباس، فذكره.
• * *