الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معلولة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب فمثلها لا تخفى عليه، ويبعد وقوعها منه صلى الله عليه وسلم.
والشعر إذا كان خاليا من الفواحش والمنكرات والدعوات الجاهليّة فلا بأس بإنشائه، وحفظه وإنشاده، بل هو محمود ومطلوب لغرس الفضائل في النفوس ومدح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه، وقد كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يحث الصّحابة على دفاعهم عن الإسلام بأشعارهم، وكان يستنشدهم، ويستمع إليهم.
والكلام على ذلك مبسوط في تفسير سورة الشعراء الآية [224 - 227].
• عن ابن عباس أن العاصي بن وائل أخذ عظما من البطحاء، ففتّه بيده، ثمّ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيحيي الله تعالى هذا بعد ما أرى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم، يميتك الله، ثمّ يحييك، ثمّ يدخلك جهنّم". قال: ونزلت الآيات من آخر.
صحيح: رواه ابن أبي حاتم - كما ذكره ابن كثير -، وابن جرير الطبريّ في تفسيره (19/ 487)، والحاكم (2/ 429) كلّهم من طرق عن هُشيم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح إِلَّا أن ابن جرير ذكره عن سعيد بن جبير مرسلًا، ولم يذكر ابن عباس، ولكن الحكم لمن وصل. وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين".
• عن بسر بن جحاش القرشي أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بزق يومًا في كفه، فوضع عليها أصبعه، ثمّ قال:"قال الله: ابن آدم! أنى تعجزني، وقد خلقتك من مثل هذه، حتَّى إذا سويتك وعدّلتك، مشيتَ بين بردين وللأرض منك وئيد، فجمعتَ ومنعتَ، حتَّى إذا بلغت التراقي، قلتَ: أتصدّق، وأنى أوان الصّدقة".
صحيح: رواه ابن ماجة (2707)، وأحمد (17842) واللّفظ له، وصحّحه الحاكم (2/ 502) كلّهم من طرق عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير، عن بسر بن جحاش القرشي، قال: فذكره.
وإسناه صحيح، وعبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي الحمصي وثّقه ابن حبَّان والعجلي، وقال
أبو داود: شيوخ حريز كلّهم ثقات، وصحّحه ابن حجر في الإصابة (644).
• عن حذيفة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مُت فخذوني، فذرّوني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله، ثمّ قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني إِلَّا مخافتك فغفر له".
صحيح: رواه البخاريّ في الرّقاق (6480) عن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جرير، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، فذكره.
قوله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} أي: الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر الرطب نارًا محرقة.
ورُوي عن ابن عباس أنه قال: هما شجرتان يقال لأحدهما: المرْخُ، وللأخرى: العَفار، فمن أراد منهم النّار قطع منهما غصنين مثل السواكين وهما خضراوان يقطر منهما الماء، فَيَسحقُ المرخ على العفار، فيخرج منهما النّار بإذن الله عز وجل.
وذكر أن هذا النوع من الشجر كان ينبت في أرض الحجاز، وكان من أراد منهم قدح نار وليس معه زناد، فيأخذ منه عودين أخضرين، ويمدح أحدهما بالآخر، فتتولد النّار من بينهما كالزناد سواء.
ولكن حصول ذلك ليس مقتصرا على أرض الحجاز، فإن معظم الحرائق التي تحدث في الغابات تكون في الغالب من احتكاك الأشجار فيما بينها.
وقوله: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} هذا كقوله: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [المؤمنون: 88]، وقوله:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1]. فالملكوت والملك في معنى واحد، فهو مثل رحمة ورحموت، وجبر وجبروت ونحوها. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده:"سبحان ذي الجبروت والملكوت" كما جاء في الحديث.
• عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قُمتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقام، فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمةٍ إِلَّا وقف، فسأل، ولا يمرّ بآية عذاب إِلَّا وقف، فتعوّذ. قال: ثمّ ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة". ثمّ سجد بقدر قيامه، ثمّ قال في سجوده مثل ذلك، ثمّ قام، فقرأ بآل عمران، ثمّ قرأ سورة سورة.
حسن: رواه أبو داود (873)، والنسائي (1132)، والتِّرمذيّ في الشمائل (306) كلّهم من طريق معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكندي، يقول: سمعت عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن حميد - وهو السكوني - فإنه صدوق.