الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرزاق (19588)، ولكن فيه عن الزهري، عن أبي هريرة، وهذا خطأ.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يشرب قائما فقال له: قِه، قال: لمه؟ قال: أيسرّك أن يشرب معك الهر؟ قال: لا، قال: فإنه قد شرب معك من هو شر منه الشيطان.
حسن: رواه أحمد (8003)، والبزار - كشف الأستار (2896) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي زياد الطحان، قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي زياد وهو مولى الحسن بن علي وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث.
• عن الجارود بن المعلّى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائما.
حسن: رواه الترمذي (1881) عن حميد بن مسعدة، حدثنا خالد بن الحارث، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي مسلم، عن الجارود بن المعلى، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي مسلم الجذمي فقد روى عنه جمع ووثّقه العجلي، وابن حبان.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". ثم أعلّه بقوله: "وهكذا روى غير واحد هذا الحديث عن سعيد، عن قتادة، عن أبي مسلم، عن الجارود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم، عن الجارود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ضالة المسلم حرق النار". انتهى.
قلت: قتادة كثير الرواية، وقد رواه أيضا عن أبي عيسى الأسواري، عن أبي سعيد الخدري كما في مسلم، وسبق ذكره، فلا يمنع أن يكون له حديثان عن الجارود، أحدهما في النهي عن الشرب قائما، والثاني: ضالة المسلم حرق النار. وسبق ذكره في كتاب الجهاد والمغازي.
31 - باب جواز الشرب قائما
• عن عبد الله بن عباس، قال: سقيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمزم، فشرب وهو قائم.
متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (5617)، ومسلم في الأشربة (2027: 117) كلاهما من حديث عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس، فذكره.
• عن علي: أنه صلى الظهر، ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة، حتى حضرت صلاة العصر، ثم أتي بماءٍ، فشرب وغسل وجهه ويديه، وذكر رأسه ورجليه، ثم قام، فشرب فضله وهو قائم، ثم قال: إن ناسا يكرهون الشرب قياما، وإن النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل ما صنعت.
صحيح: رواه البخاري في الأشربة (5616) من طرق عن عبد الملك بن ميسرة، سمعت
النزال بن سبرة، يحدّث عن علي أنه صلى الظهر
…
فذكره.
• عن النزال قال: أتى عليٌّ على باب الرحبة، فشرب قائما، فقال: إن ناسا يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت.
صحيح: رواه البخاري في الأشربة (5615) عن أبي نعيم، حدثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال، قال: فذكره.
• عن زاذان أن علي بن أبي طالب شرب قائما، فنظر إليه الناس كأنهم أنكروه، فقال: ما تنظرون؟ إن أشرب قائما فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب قائما، وإن أشرب قاعدا فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب قاعدا.
صحيح: رواه أحمد (795) عن عفان، حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، فذكره.
وإسناده صحيح، وعطاء بن السائب ثقة، وثقه الأئمة إلا أنه اختلط، لكن حماد بن سلمة ممن روى عنه قبل اختلاطه.
• عن أم الفضل بنت الحارث: أنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن، وهو واقف عشية عرفة، فأخذ بيده فشربه.
متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (5618)، ومسلم في الصيام (1123) كلاهما من حديث أبي النضر، عن عمير مولى ابن عباس، عن أم الفضل، فذكرته.
• عن كبشة الأنصارية قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب من قربة معلقة قائما، فقمت إلى فيها فقطعته.
صحيح: رواه الترمذي في الجامع (1892)، وفي الشمائل (214)، وأحمد (27448)، وصحّحه ابن حبان (5318) كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته كبشة قالت: فذكرته.
ورواه ابن ماجه (3423) من طريق محمد بن الصباح الجرجرائي، والطبراني في الكبير (25/ 15) من طريق محمد بن عيسى الطباع، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر وزاد فيه: تبتغي بركة موضع في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإسناده صحيح. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
• عن ابن عمر قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام.
صحيح: رواه الترمذي (1880)، وابن ماجه (3301)، وأحمد (5874)، وصحّحه ابن حبان (5322) كلهم من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وروى عمران بن حدير هذا الحديث عن أبي البزري، عن ابن عمر، وأبو البزري اسمه يزيد بن عطارد" انتهى.
قلت: حديث أبي البزري الذي أشار إليه الترمذي رواه أحمد (4601)، وابن حبان (5243)، والبيهقي (7/ 283) كلهم من طريق عمران بن حدير، عن يزيد بن عطارد، عن ابن عمر، فذكره.
وأبو البزري يزيد بن عطارد لم يرو عنه إلا عمران بن حدير، فهو مجهول، ولكن تابعه في الإسناد السابق نافع إلا أن البخاري أعلّه كما ذكره الترمذي في العلل الكبير (2/ 791) فقال:"هذا حديث فيه نظر".
قلت: حفص بن غياث ثقة فلا يضر تفرده، ولذا أخرجه أصحاب الصحاح، وصحّحه الترمذي، والنووي وغيرهما، ولا يمنع أن يكون للحديث وجهان، وهو شيء معروف في رواية الحديث. والله أعلم.
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدا.
حسن: رواه الترمذي في الجامع (1883)، وفي الشمائل (209)، وأبو داود (653)، وابن ماجه (931)، وأحمد (6660) كلهم من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث وقد حسّنه الترمذي أيضا.
• عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدا، ويصلي منتعلا وحافيا، وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره.
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (1235) عن أحمد قال: نا يحيى بن حكيم المقوم قال: نا مخلد بن يزيد الحراني، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عطاء، عن عائشة، قالت: فذكرته.
ورجاله ثقات غير مخلد بن يزيد فهو متكلم فيه من قبل حفظه غير أنه حسن الحديث وهو من رجال الشيخين.
قال الهيثمي في المجمع (2/ 55): "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات".
ورواه أحمد (24567) عن عصام بن خالد قال حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عمن سمع مكحولا يحدث عن مسروق بن الأجدع عن عائشة، فذكرته بنحوه. وإسناده ضعيف من أجل رجل لم يسم، وتكلم بعض أهل العلم في سماع مكحول عن مسروق.
وفي معناه ما روي عن مسلم أنه سأل أبا هريرة عن الشرب قائما، قال: يا ابن أخي! رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عقل راحلته وهي مناخة، وأنا آخذ بخطامها أو زمامها واضعا رجلي على يدها، فجاء نفر من قريش فقاموا حوله، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء من لبن، فشرب وهو على راحلته، ثم
ناول الذي يليه عن يمينه، فشرب قائما حتى شرب القوم كلهم قياما.
رواه أحمد (7533) واللفظ له، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 279) كلاهما من حديث عبد الأعلى، عن يونس بن عبيد، عن الصلت بن غالب الهجيمي، عن مسلم، فذكره.
ومسلم هذا هو ابن بُديل العدوي الراوي عن أبي هريرة وغيره كما روى عنه الصلت بن غالب وآخرون كما في التعجيل (1025) وذكره ابن حبان في الثقات.
وإسناده ضعيف من أجل جهالة الصلت بن غالب ترجمه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 299)، ولم يذكر من الرواة عنه غير يونس بن عبيد.
وكذا ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر من الرواة عنه غير يونس بن عبيد، وكذا قال ابن معين وغيره، ولم يوثقه غير ابن حبان على قاعدته، فهو في عداد المجهولين.
كما أن البخاري يرى: روى عنه يونس بن عبيد مرسلا.
وفي الباب أيضا ما روي عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب قائما.
رواه الترمذي في الشمائل (217) عن أحمد بن نصر النيسابوري، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثتنا عبيدة بنت نائل، عن عائشة بنت سعد، فذكرته.
وإسناده ضعيف من أجل إسحاق بن محمد الفروي فإن أكثر أهل العلم على تضعيفه.
وعبيدة بنت نائل قال الترمذي: - وقال بعضهم: عبيدة بنت نابل - مجهولة.
فقه الباب: يستفاد من أحاديث هذين البابين جواز الشرب قائما، وبه قال جمهور أهل العلم، وحملوا النهي عن الشرب قائما على التنزيه، فقالوا: من الأفضل والأولى هو الشرب جالسا؛ لأن هذا هو الأصل في الأكل والشرب إذا لم يكن فيه حرج.
ونقل مالك في الموطأ في كتاب صفة النبي صلى الله عليه وسلم بلاغا عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أنهم كانوا يشربون قياما.
وروى أيضا عن ابن شهاب، أن عائشة أم المؤمنين، وسعد بن أبي وقاص كانا لا يريان بشرب الإنسان وهو قائم بأسا.
وروي عن أبي جعفر القارئ، أنه قال: رأيت عبد الله بن عمر يشرب قائما.
وروي عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، أنه كان يشرب قائما.
وأما ما جاء في حديث أبي هريرة: لا يشربن أحدكم قائما، فمن نسي فليستق، فإنه لم يعمل به، ولذا حمله النووي وغيره على التنزيه.