الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
54 - تفسير سورة القمر وهي مكية، وعدد آياتها 55
هذه السورة كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سورة {ق} في عيد الأضحى والفطر، كما جاء في الصحيح.
• عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} [ق: 1]، و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر: 1].
صحيح: رواه مالك في العيدين (8) عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود به.
ورواه مسلم في صلاة العيدين (891) من طريق مالك به.
1 - باب قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)}
قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} أي: اقترب يوم القيامة، وقد جاءت أحاديث كثيرة تدل على قرب يوم القيامة، ومنها:
• عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه أو كهاتين"، وقرن بين السبابة والوسطى.
متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (5301) ومسلم في الفتن (2950) كلاهما من طرق عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره. واللفظ للبخاري.
• عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت أنا والساعة هكذا". وقرن شعبة بين إصبعيه المسبحة والوسطى يحكيه.
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (6504) ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (2951: 134) كلاهما من طريق شعبة، عن قتادة وأبي التياح، عن أنس، فذكره. واللفظ لمسلم، ولم يذكر البخاري فعل شعبة.
• عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" قال: وضمَّ السبابة والوسطى.
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2951: 135) عن أبي غسان المسمعي، حدثنا
معتمر، عن أبيه، عن معبد، عن أنس، فذكره.
• عن إسماعيل بن عبيد الله قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك، فسأله: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر به الساعة؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنتم والساعة كهاتين".
صحيح: رواه أحمد (13336) واللفظ له، والحاكم (4/ 494) كلاهما من طريق الأوزاعي، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
تنبيه: وقع عند الحاكم أنه قدم على "الوليد بن يزيد" فاستدرك الذهبي، وقال:"إنما قدم على الوليد بن عبد الملك" وهو الصواب.
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت أنا والساعة كهاتين" يعني إصبعين.
صحيح: رواه البخاري في الرقاق (6505) عن يحيى بن يوسف، أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس
…
" الحديث.
صحيح: رواه البخاري في فضائل القرآن (5021) عن مسدد، عن يحيى، عن سفيان، حدثني عبد الله بن دينار، قال: سمعت ابن عمر، فذكره.
• عن خالد بن عمير العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد! فإن الدنيا قد آذنت بِصُرْمٍ، وولت حذَّاءَ، ولم يبق منها إلا صُبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخيرِ ما بحضرتكم، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم، فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا، ووالله لتُمْلأَنَّ، أفعجبتم؟ ولقد ذُكِرَ لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة، فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها، واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها مُلْكا، فسَتَخْبُرون وتجرِّبون الأمراء بعدنا.
صحيح: رواه مسلم في الزهد (2967) عن شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا
حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي، فذكره موقوفا.
ورواه أحمد (17575) عن بهز بن أسد، حدثنا سليمان بن المغيرة، حدثنا حميد، عن خالد بن عمير، قال: خطبنا عتبة بن غزوان، قال: بهز: وقال قبل هذه المرة: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. والحكم لمن رفعه.
وقوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إني بعثت والساعة كهذه من هذه" وغيره
من الأحاديث التي سبق ذكرها، فيه إشارة إلى أن ما مضى من عمر الدنيا أكثر مما بقي، وهذا الماضي قد استغرق الملايين من السنين، ولا يعلم عددها الصحيح إلا الله سبحانه وتعالى، وأما ما يذكر من الانكشافات الجديدة عن عمر الدنيا والحياة على كرة الأرض فهي ظن وتخمين، قد تكون صحيحة، وقد تكون غير ذلك.
وقوله: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} وقع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، حين سأله المشركون أن يريهم آية على صدق ما جاء به ويدعو إليه، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى القمر، فصار بإذن الله تعالى شقين، ويدل على ذلك أحاديث، منها:
• عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين، حتى رأوا حراء بينهما.
متفق عليه: رواه البخاري في علامات النبوة (3868) ومسلم في صفات المنافقين (2802: 46) كلاهما من حديث قتادة، عن أنس بن مالك، فذكره.
• عن عبد الله بن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا".
متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (3636) ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار (2800) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.
وفي رواية عند مسلم من وجه آخر بلفظ: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، إذا انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا". وفي رواية: "اللهم! اشهد".
• عن عبد الله بن مسعود قال: انشق القمر ونحن بمكة، فقال كفار قريش من أهل مكة: هذا سحر سحرنا به ابن أبي كبشة، فانظروا إلى السفار يأتونكم، فإن أخبروكم أنهم رأوا مثل ما رأيتم، وإلا فقد كذبتم قال: فما جاءهم أحد من وجه من الوجوه إلا أخبرهم أنهم رأوا مثل ما رأوا.