الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اقترفوه من السيئات، ويغفر لهم، ويقبل توبتهم إذا تابوا إليه، بل هو سبحانه يفرح من ذلك، كما جاء في الصَّحيح.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثمّ قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي، وأنا ربَّك. أخطأ من شدة الفرح".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (2747) من طرق عن عمر بن يونس، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، حَدَّثَنَا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حَدَّثَنَا أنس بن مالك - وهو عمه -، قال: فذكره.
وفي هذا المعنى أحاديث أخرى، وهي مذكورة في موضعها.
قوله: {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} أي: أن الله عز وجل بعد خلقهم وبثهم يجمعهم للحساب والجزاء إذا شاء، والله عز وجل قادر على كل شيء، قال تعالى:{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65]. وقال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} [الكهف: 45]، وقال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20]، وقال تعالى:{يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: 40]، وقال تعالى:{يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور: 45]، ونحوها من الآيات، فالمشيئة فيها متعلقة بالأفعال المذكورة فيها من إذهاب السمع، والبصر، والتعذيب، والمغفرة، والخلق، وأمّا القدرة فهي مطلقة عامة.
فما شاع في بعض الأوساط من قول: "والله على ما يشاء قدير" خطأ واضح، لأن قدرة الله عز وجل ليست مقصورة على ما شاء فقط، بل قدرته سبحانه مطلقة عامة شاملة كاملة، فالصحيح أن يقال: والله على كل شيء قدير، كما جاءت به النصوص القرآنية.
8 - باب قوله: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)}
قوله: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} أي: لا ينتقمون لأنفسهم بل يغضبون ويغفرون، وهذا هو ديدنهم وسجيتهم، حتَّى إنهم إذا أغضبهم أحد بشيء من قوله أو فعله كظموا ذلك الغضب، ولم يقابلوا المسيء إِلَّا بالإحسان والعفو والصفح، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل من ينطبق عليه ذلك.
• عن عائشة زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين قطّ إِلَّا
أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إِلَّا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها.
متفق عليه: رواه مالك في حسن الخلق (2) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزُّبير، عن عائشة، قالت: فذكرته.
ورواه البخاريّ في المناقب (3560)، ومسلم في الفضائل (77: 2327) كلاهما من طريق مالك به.
• عن عائشة أنها قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحّشا، ولا صخّابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
صحيح: رواه الترمذيّ في سننه (2016)، وفي الشمائل (347)، وأحمد (25417)، وابن حبَّان (6443) كلّهم من طرق عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله الجدلي (واسمه عبد بن عبد)، عن عائشة، قالت: فذكرته.
وإسناده صحيح. وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
• عن أنس بن مالك قال: لم يكن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم سبّابا ولا فحّاشا ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة:"ما له ترب جبينه".
صحيح: رواه البخاريّ في الأدب (6031، 6046) من طرق عن فليح بن سليمان أبي يحيى، عن هلال بن عليّ بن أسامة، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.
• * *