الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} أي: لا يعب بعضكم على بعض، ولا يطعن بعضكم على بعض، واللمز يكون بالقول في بيان العيوب، والهمز يكون بالفعل كالإشارة باليد وطرف العين ونحو ذلك، وكلاهما محرم، متوعد عليه بالنار. قال تعالى:{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1].
وقوله: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أي: لا ينادي بعضكم بعضا بالألقاب التي لا يرضاها صاحبها.
• عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت الآية، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وما منا رجل إلا له اسمان أو ثلاثة، كان إذا دعا الرجل بالاسم، قلنا: يا رسول الله! إنه يغضب من هذا، فأنزلت:{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} .
صحيح: رواه أبو داود (4962) والترمذي (3268) وابن ماجه (3741) وصحّحه ابن حبان (5709) والحاكم (2/ 463) كلهم من طريق داود بن أبي هند، قال: سمعت عامرا الشعبي، يحدث عن أبي جبيرة بن الضحاك، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
حذر الله في هذه الآية من سوء الظن، ونهى عن البحث عن عورات الناس وتتبعها، ونهى عن اغتيابهم وذكر مساويهم، والأحاديث النبوية في ذلك كثيرة، منها:
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا".
متفق عليه: رواه مالك في حسن الخلق (15) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره. ورواه البخاري في الأدب (6066) ومسلم في البر والصلة والآداب (2563) كلاهما من طريق مالك به نحوه.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا"، ويشير إلى صدره ثلاث مرات: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على
المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة والآداب (2564) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود - يعني ابن قيس -، عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
• عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحِلُّ لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلاث ليال".
متفق عليه: رواه مالك في حسن الخلق (14) عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، فذكره. ورواه البخاري في الأدب (6076) ومسلم في البر والصلة والآداب (2559) كلاهما من طريق مالك به نحوه.
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما الغيبة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته".
صحيح. رواه مسلم في البر والصلة والآداب (2589) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن عائشة قالت: حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا، فقال:"ما يسُرُّني أني حكيت رجلا، وأن لي كذا وكذا" قالت: فقلت: يا رسول الله! إن صفية امرأة - وقال بيده، كأنه يعني قصيرة - فقال:"لقد مَزَجت بكلمة لو مُزِج بها ماء البحر مَزَجت".
صحيح: رواه أبو داود (4875) والترمذي (2502، 2503) وأحمد (25560) كلهم من طريق سفيان الثوري، قال: حدثنا علي بن الأقمر، عن أبي حذيفة - وكان من أصحاب عبد الله، وكان طلحة يحدث عنه - عن عائشة، قالت: فذكرته.
وإسناده صحيح. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
• عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَّبع الله عورته، ومن يتَّبع الله عورته يفضحه في بيته".
حسن: رواه أبو داود (4880) وأحمد (19776) وأبو يعلى (7423) والبيهقي في الكبرى (10/ 247) كلهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش وسعيد بن عبد الله بن جريج، فكلاهما حسن الحديث.
• عن البراء قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها - أو قال: في
خدورها - فقال: "يا معشر من آمن بلسانه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته".
حسن: رواه أبو يعلى (1675) عن إبراهيم بن دينار، حدثنا مصعب بن سلام، عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء، فذكره.
وحمزة بن حبيب الزيات حسن الحديث، قيل: إنه سمع من أبي إسحاق السبيعي بعد اختلاطه ولكن حديثه هذا له أصل، وهذا دليل على حفظه وعدم اختلاطه في هذا الحديث.
• عن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: "يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيِّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله" قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك، وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.
حسن: رواه الترمذي (2032) وابن حبان (5763) كلاهما من طريق الفضل بن موسى، حدثنا الحسين بن واقد، عن أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد وشيخه أوفى بن دلهم، فكلاهما حسن الحديث.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد".
• عن جابر قال: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ناسا من المنافقين اغتابوا أناسا من المسلمين، فبعثت هذه الريح لذلك".
وفي رواية عنه: قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين".
صحيح: رواه عبد بن حميد (1028) والبخاري في الأدب المفرد (733) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (187) كلهم من طريق فضيل بن عياض، عن سليمان - وهو الأعمش -، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.
وإسناده صحيح، وأبو سفيان هو: طلحة بن نافع حسن الحديث ولكن ما رواه عنه الأعمش صحيح، وهذا منه.
والرواية الثانية: رواها أحمد (14784) والبخاري في الأدب المفرد (732) كلاهما من طريق عبد الوارث بن سعيد، حدثنا واصل مولى أبي عيينة، حدثني خالد بن عُرْفُطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل خالد بن عُرفُطة الذي روى عنه عدد منهم قتادة وغيره، ووثقه ابن حبان.