الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء في العدوى والطيرة
1 - باب ما جاء في كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم
• عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا طيرة وخيرها الفأل" قيل: يا رسول الله! وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم".
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (5754، 5755)، ومسلم في السلام (2223) كلاهما من طرق عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
• عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطيرة من الشرك، وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل".
وفي لفظ: "الطيرة شرك، الطيرة شرك ثلاثا".
صحيح: رواه أبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وابن ماجه (3538)، وأحمد (3687، 4171)، وصحّحه ابن حبان (6122)، والحاكم (1/ 17، 18) كلهم من طرق عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال: فذكره. واللفظ الثاني لأبي داود. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: "وهذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل" اهـ.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، ولم يخرجاه".
وقال الترمذي في العلل الكبير (2/ 691): "قال محمد (يعني البخاري): وكان سليمان بن حرب ينكر هذا الحديث أن يكون عن النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحرف: "وما منا"، وكان يقول: هذا كأنه عن عبد الله بن مسعود قوله" اهـ.
• عن أم كرز أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أقروا الطير على مكناتها".
صحيح: رواه الطيالسي (1739)، والطبراني في الكبير (25/ 167، 168) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، فذكرته.
ورواه أبو داود (2835)، وأحمد (27139)، وصحّحه ابن حبان (6126)، والحاكم (4/ 237)، والبيهقي (9/ 311) كلهم من طرق عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، فذكرته.
وبعضهم يقرن معه هذا الحديث حديث العقيقة.
وذكره "أبيه" في الإسناد وهمٌ كما قال أحمد وغيره، وسبق الكلام عليه في العقيقة.
وإسناده صحيح، وسباع بن ثابت له صحبة كما قال به أكثر أهل العلم.
قال البغوي في شرح السنة (11/ 266): "قوله: "أقروا الطير على مكناتها" قال أبو زياد الكلابي: "لا يعرف للطير مكنات، وإنما هي الوكنات، وهي موضع عش الطائر، وقال أبو عبيد: المكنات بيض الضباب، واحدها: مكنة، فجعل للطير على وجه الاستعارة، وقيل على مكناتها، أي: أمكنتها، وقال شمر: هي جمع المكنة وهي التمكن، وهذا مثل التبعة للتبع، والطلبة للتطلب".
ثم اختلفوا في المراد من إقرار الطير على مكناتها، فقال بعضهم: معناه: كراهية صيد الطير بالليل، وقيل: فيه النهي عن زجر الطير، معناه: أقروها على مواضعها التي جعلها الله بها من أنها لا تضر ولا تنفع. ويحكى عن الشافعي أنه حمله على النهي عن زجر الطير، وذلك أن العرب كانت تولع بالعيافة، وزجر الطير، فكان الواحد منهم إذا خرج من بيته لسفر أو حاجة، نظر هل يرى طائرا يطير، فإن لم ير، هيّج طائرا عن مكانه، فإن طار من جانب يساره إلى يمينه، سماه "سانحا" وتفاءل به، ومضى لأمره، وإن طار من جانب يمينه إلى يساره، سماه "بارحا" وتطير به، ولم يمض لأمره، لأنه في هذه الصورة يكون يسار الطائر إليه، "فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقروا الطير على أمكنتها، ولا يطيروها ولا يزجروها" اهـ.
• عن أبي بردة، قال: أتيتُ عائشة، فقلتُ: يا أمّتاه! حدِّثيني شيئًا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطّير تجري بقدر". وكان يعجبُه الفأل الحسن.
حسن: رواه أحمد (25982)، والبزّار - كشف الأستار (2161) كلاهما من حديث حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.
وقد سبق الكلام عليه في الإيمان بالقدر.
• عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الطيرة ويبغضها.
حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (912)، واللفظ له، وأبو يعلى - المطالب (2496)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 312) من طرق عن ابن أبي الزناد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.
وعند البخاري في أوله قصة: أنها كانت تؤتى بالصبيان إذا ولدوا، فتدعو لهم بالبركة، فأتيت بصبي، فذهبت تضع وسادته، فإذا تحت رأسه موسى، فسألتهم عن الموسى، فقالوا: نجعلها من الجن، فأخذت الموسى فرمت بها، ونهتهم عنها.
وإسناده حسن من أجل أم علقمة بن أبي علقمة، واسمها مرجانة، قال ابن سعد: أم علقمة
مولاة عائشة، روت عن عائشة، روى عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة أحاديث صالحة، وقال العجلي:"مدنية تابعية ثقة"، وذكره ابن حبان في ثقاته.
وفيه أيضا عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو حسن الحديث أيضا.
• عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة.
حسن: رواه ابن ماجه (3536)، وأحمد (8393)، وصحّحه ابن حبان (6121) كلهم من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي فإنه حسن الحديث.
ورواه أحمد (9021) عن عفان، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله! ما الطيرة؟ قال: "لا طائر" ثلاث مرات وقال: "خير الفأل الكلمة الطيبة".
ورواه البزار (8678) عن أبي كامل، حدثنا أبو عوانة بهذا الإسناد بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طائر إلا طائرك" ثلاث مرات.
وعمر بن سلمة صدوق يخطئ، وكان يحيى بن سعيد القطان يختار محمد بن عمرو بن علقمة على عمر بن سلمة، فلفظ محمد هو الأشبه. والله أعلم.
قوله: "الطيرة" - بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسكن - هي: التشاؤم بالشين وهو مصدر تطير مثل تحير حيرة، قال بعض أهل اللغة: لم يجيء من المصادر هكذا غير هاتين وتعقب بأنه سمع طيبة وأورد بعضهم التولة وفيه نظر، وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه السانح - بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة - والبارح - بموحدة وآخره مهملة - فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك، والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح. انظر: الفتح (10/ 213، 212).
ثم استعيرت كلمة التطير لكل تشاؤم سواء كان بسبب الطير أو بغيره ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 131].
وقوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يس: 18].
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته، فقال:"أخذنا فألك من فيك" فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (3917) وأحمد (9040) كلاهما من طريق وهيب (هو ابن خالد)، حدثنا سهيل، عن رجل، عن أبي هريرة، فذكره.