الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: "أيها الناس! تدرون ما مثلي ومثلكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "إنَّما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يتراءى لهم، فبينما هم كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم، وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه: أيها الناس! أُتيتم، أيها الناس! أُتيتم" ثلاث مرار.
حسن: رواه أحمد (22948) عن أبي نعيم، حَدَّثَنَا بشير، حَدَّثَنِي عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشير وهو ابن المهاجر الغنوي الكوفي من رجال مسلم إِلَّا أنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يأت في حديثه ما ينكر عليه، تكلّم فيه أحمد، ووثّقه ابن معين، وقال النسائيّ: لا بأس به.
11 - باب قوله: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)}
أي يهلكه ويبطله تماما فلا تبقى منه بادئة ولا عائدة كما يقال: فلان ما يبدئ وما يعيد، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة وهذا يقال للميت الذي لا يرتجل كلاما، ولا يجيب عن كلام غيره.
وقد عبّر الله عنه بالزهوق، فقال:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] وقال أيضًا: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18] وقد جاء في الحديث:
• عن عبد الله بن مسعود قال: دخل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]. {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18].
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4720)، ومسلم في الجهاد 17811) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود فذكره. واللّفظ للبخاريّ ولفظ مسلم نحوه وزاد في رواية: يوم الفتح، وكذلك ذكره البخاريّ أيضًا في المغازي (4287).
وقد تحقق هذا الخبر الرباني، فليست بعد مجيء الحق في الأرض بقعة إِلَّا يعبد فيها الاله الحق وحده، وليس للباطل أن يقضي على الحق نهائيا بل يبقى الحق إلى قيام الساعة كما لم تكن قبل مجيء الحق في الأرض بقعة يُعبد فيها الإله الحق وحده.
12 - باب قوله: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}
• عن أبي موسى الأشعري قال: كنا مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في سفر، فجعل الناس يجهرون
بالتكبير، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبًا وهو معكم"
…
الحديث.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (4202)، ومسلم في الذكر والدعاء (2704) كلاهما من طريق عاصم (هو الأحول)، عن أبي عثمان (هو النهدي)، عن أبي موسى الأشعري فذكره.
قوله: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ} هو على سبيل التنزل في المجادلة مع المكذبين الذين كانوا يرمونه بالضلال، فقال: إن ضلاله يختص به، لا يتعدى إلى غيره بخلاف الهداية فإنما كانت بالوحي من عند الله الذي هو سميع لأقوالكم وأصواتكم، فيحاسبكم على عدم إيمانكم به، وهو قريب ممن دعاه وسأله.
ولذا أمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بخفض الأصوات عند الدعاء والتكبير والتهليل.
• * *