الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
113 - تفسير سورة الفلق وهي مدنية، وعدد آياتها 5
• عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل القرآن (5016) ومسلم في السلام (2192: 51) كلاهما من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكرته.
• عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات.
صحيح: رواه البخاري في فضائل القرآن (5017) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا المفضل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
• عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟ ، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1] ".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (814: 264) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن عقبة بن عامر، فذكره.
• عن عقبة بن عامر قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عقبة! قل" فقلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، ثم قال:"يا عقبة! قل" قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده عليَّ، فقال:"يا عقبة! قل" قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فقال: " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} "، فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال:"قل " قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} " فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما".
حسن: رواه النسائي (5438) عن قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عقبة بن عامر، قال: فذكره.
ورواه الدارمي (5438) عن أحمد بن عبد الله، عن الليث بإسناده، وليس فيه ذكر {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} .
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان فإنه حسن الحديث.
• عن عقبة بن عامر، يقول: تعلقت بقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! أقرئني سورة هود وسورة يوسف، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عقبة بن عامر! إنك لم تقرأ سورة أحب إلى الله، ولا أبلغ عنده من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} .
صحيح: رواه أحمد (17418) والطبراني في الكبير (17/ 312) والدارمي (3482) كلهم من حديث عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة وابن لهيعة، قالا: سمعنا يزيد بن أبي حبيب، يقول: حدثني أبو عمران، أنه سمع عقبة بن عامر، فذكره.
قال يزيد: لم يكن أبو عمران يدعها، وكان لا يزال يقرؤها في صلاة المغرب.
وإسناده صحيح. وأبو عمران هو أسلم بن يزيد التجيبي.
• عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن رجل من قومه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به فقال:"اقرأ بهما في صلاتك" أي: بالمعوذتين.
صحيح: رواه أحمد (20744) عن عفان، حدثنا شعبة، عن الجريري، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: فذكره.
والرجل المبهم هو عقبة بن عامر كما في الحديث السابق.
وإسناده صحيح، والجريري هو سعيد بن إياس اختلط قبل موته، وكان سماع شعبة عنه قبل الاختلاط.
• عن زر، قال: سألت أبي بن كعب قلت: يا أبا المنذر! إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أبي: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال لي: "قيل لي فقلت" قال: فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه البخاري في كتاب التفسير (4977) عن علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، فذكره.
قلت: لأن المشهور عند كثير من القراء والفقهاء أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، بل كان يحك المعوذتين من المصحف، ويقول: إنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما.
والصحيح ما ذهب إليه جمهور الصحابة الذين حفظوهما وكتبوهما في مصاحف الإمام،
ونفذوها إلى سائر الآفاق.
وأما عبد الله بن مسعود فلعله لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم أنه من القرآن، أو نسي ذلك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في الصلاة.
• عن عقبة بن عامر، قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب، إذ قال لي:"يا عقب، ألا تركب؟ " قال: فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه، ثم قال:"يا عقب، ألا تركب؟ " قال: فأشفقت أن تكون معصية، قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنية، ثم ركب، ثم قال:"يا عقب، ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: فأقرأني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} ، ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مر بي، قال:"كيف رأيت يا عقب؟ اقرأ بهما كلما نمت، وكلما قمت".
صحيح: رواه النسائي (5427) وأحمد (17296) وصححه ابن خزيمة (534) كلهم من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا ابن جابر، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة بن عامر، فذكره. واللفظ لأحمد. وإسناده صحيح.
وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة الشامي، ثقة، وثَّقه ابن معين وابن سعد وغيرهما.
• عن عقبة بن عامر، قال: كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته. قال: فقال لي: "ألا أعلمك سورتين لم يقرأ بمثلهما؟ " قلت: بلى. فعلَّمني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} ، فلم يرني أعجبت بهما، فلما نزل الصبح فقرأ بهما، ثم قال لي:"كيف رأيت يا عقبة؟ ".
صحيح: رواه أبو داود (1462) والنسائي (5436) وأحمد (17350) وابن خزيمة (535) كلهم من طريق معاوية بن صالح، حدثنا العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية بن أبي سفيان، عن عقبة بن عامر، فذكره.
هذه بعض الطرق عن عقبة بن عامر، وتركت الباقي خشية الطول، ويظهر منه جليا أن المعوذتين من القرآن، وعليه جمهور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون. فلعل عبد الله بن مسعود لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم أو أنه نسي إن كان سمع منه، ثم رجع إلى مصحف الإمام الذي أمر بإعداده عثمان بن عفان، وحرق نسخته بأمر أمير المؤمنين كما بيّنتُ ذلك في مقدمة التفسير.
قوله: {الْفَلَقِ} هو الصبح. وحقيقة الفلق هو الانبثاق عن باطن شيء، فيكون الصبح بعد ظلمة الليل.
وقوله: {بِرَبِّ الْفَلَقِ} هو الله تعالى، لأنه هو الذي يقلب الليل والنهار.
وقوله: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} أي: من شر جميع المخلوقات، لا سيما من إبليس وذريته.
وقوله: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)} الغاسق: وصف الليل إذا اشتدت ظلمته. يقال: غسق الليل يغسق، إذا أظلم، ومنه قوله:{إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78]
وقوله: {إِذَا وَقَبَ} إذا غاب، ومنه وقبت الشمس إذا غابت.
والمراد منه زيادة اشتداد ظلمة الليل.
وخص التعوذ بأشد أوقات الليل لانتشار الهوام والغول وذرية الشياطين فيها بكثرة.
• عن عائشة قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأراني القمر حين طلع، فقال:"تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب".
حسن: رواه أحمد (24323) والترمذي (3366) والحاكم (2/ 540) والبيهقي في الدعوات (314) وابن جرير في تفسيره (24/ 748) كلهم من حديث ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة، قال: قالت عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل الحارث وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري، خال ابن أبي ذئب، فإنه حسن الحديث، غير أن ابن المديني جهَّله، ويحمل هذا على قلة حديثه.
وقوله: النفث: هو النفخ، يفعله السحرة إذا وصفوا علاج سحرهم في شيء، وعقدوا عليه عُقدا، ثم نفثوا عليها.
والنفاثات: النساء الساحرات، يظهر من الآية الكريمة أن النساء يكثرن عمل السحر، لأن غالب سحرهم كان للتفريق بين الرجل وزوجته، وأن النساء لا شغل لهن بعد إعداد لوازم البيت، فيكثر اتجاههن إلى السحر للغرض المذكور، وكُنَّ معروفات في المجتمع الجاهلي بالسحر.
وقوله: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} الحسد: هو تمني زوال نعمة الغير، ويكثر ذلك في الرجال دون النساء، لأن الحاسد يسعى لإتلاف أسباب النعمة من المحسود. وجاء في الصحيح:
• عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! اشتكيت؟ فقال: "نعم" قال: "باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك".
صحيح: رواه مسلم في السلام (2186) عن بشر بن هلال الصواف، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.
وذلك عندما سحر النبي صلى الله عليه وسلم من السحرة الحساد من اليهود، فعافاه الله وشفاه، ثم هو عام في الاستعاذة من شر كل حاسد إذا حسد.