الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
107 - تفسير سورة الماعون وهي مكية، وعدد آياتها 5
قوله: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} فيه استنكار من الله تعالى على الذين يكذبون بالدين، وهو المعاد والجزاء والثواب، ثم بيَّن بعض صفات هؤلاء، فقال:{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي: يقهر اليتيم ولا يحسن إليه.
ومعنى {يَدُعُّ} يدفع بعنف وقهر كقوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: 13].
وقوله: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} الحض: الحث، ونفي الحض يستلزم نفي الإطعام، وهو من الأخلاق السيئة لهؤلاء المكذبين بيوم الدين.
وقوله: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} .
1 -
المراد منه المنافقون الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها.
2 -
أو لا يؤدون الصلاة بأركانها وشروطها خاشعين وخاضعين.
3 -
أو يتركون الصلاة أصلا إذا كان في السر لا يراه غيرهم.
والأحاديث الواردة في صلاة المنافقين كثيرة جدا، منها ما جاء في الصحيح.
• عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعا، لا يذكر الله فيها إلا قليلا".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (622) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، أنه دخل على أنس بن مالك، في داره بالبصرة، فذكره.
وقوله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} ولم يقل في صلاتهم ساهون.
قال عطاء بن دينار: "والحمد لله الذي قال: {عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} ولم يقل في صلاتهم ساهون".
وقوله: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} أي: يعملون عملا ليراه الناس، وليس لله عز وجل، وهو وصف آخر للمنافقين، كما جاء في سورة النساء:{وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ} [142]