الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
• عن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة، فلا يأخذها أحد. فبينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة، ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، غشوا عمارا وهو يسوق برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لحذيفة:"قد، قد" حتى هبط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما هبط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نزل ورجع عمار، فقال:"يا عمار! هل عرفت القوم؟ " فقال: قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون، قال:"هل تدري ما أرادوا؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"أرادوا أن ينفروا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيطرحوه" قال: فسار عمار رضي الله عنه رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: نشدتك باللَّه كم تعلم كان أصحاب العقبة؟ فقال: أربعة عشر، فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر، فعذر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة، قالوا: واللَّه! ما سمعنا منادي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وما علمنا ما أراد القوم، فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين منهم حرب للَّه ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
قال أبو الوليد: وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال للناس وذكر له أن في الماء قلة، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى: أن لا يرد الماء أحد قبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فورده رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوجد رهطا وردوه قبله، فلعنهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ.
حسن: رواه أحمد (23792) عن يزيد، أخبرنا الوليد، يعني ابن عبد اللَّه بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، فإنه حسن الحديث.
• عن حذيفة قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم غزوة تبوك، قال: فبلغه أن في الماء قلة. فأمر مناديا فنادى في الناس: "أن لا يسبقني إلى الماء أحد" فأتى الماء، وقد سبقه قوم فلعنهم.
حسن: رواه أحمد (23395) عن أبي نعيم، حدّثنا الوليد، يعني ابن جميع، حدّثنا أبو الطفيل، عن حذيفة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، فإنه حسن الحديث.
فجعله أبو نعيم شيخُ أحمد من مسند حذيفة.
12 - باب مقال المنافقين لإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم
-
• عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل، قال: قلت لمحمود: هل
كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم واللَّه! إن كان الرجل ليعرفه من أخيه ومن أبيه ومن عمه وفي عشيرته، ثم يلبس بعضهم بعضا على ذلك. ثم قال محمود: لقد أخبرني رجال من قومي عن رجل من المنافقين معروف نفاقه، كان يسير مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حيث سار، فلما كان من أمر الناس بالحجر ما كان ودعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين دعا، فأرسل اللَّه السحابة، فأمطرت حتى ارتوى الناس، قالوا: أقبلنا عليه نقول ويحك، هل بعد هذا شيء! قال: سحابة مارة.
قال ابن إسحاق: ثم إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها، وعند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه يقال له عمارة ابن حزم، وكان عقبيا بدريا، وهو عم بني عمرو بن حزم، وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي وكان منافقا.
قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من بني عبد الأشهل قالوا: فقال زيد بن اللصيت وهو في رحل عمارة وعمارة عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أليس محمد يزعم أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعمارة عنده-:"إن رجلا قال: هذا محمد يخبركم أنه نبي، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته، وإني واللَّه! ما أعلم إلا ما علمني اللَّه وقد دلني اللَّه عليها، وهي في هذا الوادي، في شعب كذا وكذا، قد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني بها"، فذهبوا، فجاءوا بها. فرجع عمارة بن حزم إلى رحله، فقال: واللَّه! لعجب من شيء حدثناه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم آنفا عن مقالة قائل أخبره اللَّه عنه بكذا وكذا للذي قال زيد بن اللصيت، فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: زيدٌ واللَّه قال هذه المقالة قبل أن تأتي. فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه، ويقول: إلي عباد اللَّه، إن في رحلي لداهية وما أشعر، اخرج أي عدو اللَّه من رحلي، فلا تصحبني.
حسن: رواه محمد بن إسحاق فقال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، بإسناده، فذكره. سيرة ابن هشام (2/ 522، 523).
ومن هذا الطريق رواه أيضًا البيهقي في الدلائل (5/ 231، 232).
وإسناده حسن من أجل تصريح ابن إسحاق، ومحمود بن لبيد من صغار الصحابة، يروي عن رجال من قومه، وهم الصحابة.