الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
104 - تفسير سورة الهمزة وهي مكية، وعدد آياتها 9
قوله: {وَيْلٌ} هو الخزي والعذاب والهلكة والدعاء على المجرور.
وقوله: {لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قال ابن عباس: هم المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة. والهمزة: على وزن فُعلة، وهي صيغة تدل على كثرة صدور هذا الفعل، وهو مشتق من الهمز.
وقوله: {لُمَزَةٍ} من اللمز، يقال: إن الهمزة الذي يغتاب بالغيبة، واللمزة: الذي يغتاب في الوجه.
وقال سفيان الثوري: الهمزة الذي يهمز بلسانه، واللمزة الذي يلمز بعينيه.
والوصف الجامع للهمزة اللمزة كثرة الغيبة، وقد اشتهر الكفار والمشركون بهذين الوصفين لأذى المسلمين، وهما من الصفات الذميمة، يجب على المسلم أن يجتنب منهما.
قوله: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ} هي لزيادة تشنيع للهمازين واللمازين، الذين جمعوا المال، ولم يؤدوا حقه، مثل قوله تعالى:{وَجَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج: 18].
وقوله: {وَعَدَّدَهُ} أي: أحصاه، وأكثر من عدِّه لشدة ولعه بجمعه، فالتضعيف للمبالغة في عَدَّ.
وقوله: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} أي: أنه يظن أن ماله يبقيه حيا لا يموت، لأن الخلود في الدنيا أقصى ما يتمناه الكافر بخلاف المؤمن.
وقوله: {كَلَّ} فيه إبطال ما ظنوه.
وقوله: {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} النبذ هو الإلقاء والطرح، وهو أكثر ما يستعمل في المكروه، كقوله تعالى:{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمّ} [القصص: 40].
والحطمة: على وزن فُعلة مثل الهمزة. والحطمة هي نار الله، سميت بذلك لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه، وهي من أسماء جهنم، ودرجتها غير معلومة، وما قيل فيها كله ظن وخرص.
وقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} للتعظيم لشأنها، والتفخيم لأمرها، والاستفهام يفيد تهويل الحطمة.
وقوله: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} جواب عن جملة {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} .
وقوله: {الْمُوقَدَةُ} اسم مفعول من أوقد النار، إذا أشعلها وألهبها.