الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَد أَنَاخَ بِنَا سَالِمٌ بِالمُنَاخِ مِن المَسجِدِ الَّذِي كَانَ عَبدُ اللَّهِ يُنِيخُ بِهِ يَتَحَرَّى مُعَرَّسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ أَسفَلُ مِن المَسجِدِ الَّذِي بِبَطنِ الوَادِي، بَينَهُ وَبَينَ القِبلَةِ وَسَطًا مِن ذَلِكَ.
رواه أحمد (2/ 87)، والبخاري (1575)، ومسلم (1346)(434).
* * *
(54) باب في فضل يوم عرفة ويوم الحج الأكبر
[1206]
عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ فِي الحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ فِي رَهطٍ يُؤَذِّنُونَ فِي النَّاسِ يَومَ النَّحرِ: لَا يَحُجُّ بَعدَ العَامِ مُشرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالبَيتِ عُريَانٌ. قَالَ
ــ
ليلًا، كما قد نهى أن يأتي الرَّجل أهله طروقًا حتى تمتشط الشعثة وتستحدَّ المُغِيبَة (1). ومعنى ذلك أن الرجل إذا فجأ أهله من سفره ربما وجدها على حالة يستقذرها من الشعث والتَّفَل (2) ورثاثة الهيئة، فيكون ذلك سببًا لفقد الألفة وعدم الصحبة، وهذا منه صلى الله عليه وسلم إرشاد إلى أمر مصلحي ينبغي للأزواج أن يراعوه.
و(يتحرى):
(54)
ومن باب: فضل يوم عرفة، ويوم الحج الأكبر
قوله يؤذنون في الناس يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك؛ هذا يدل على أن يوم الحج الأكبر يوم النحر، كما قاله حميد. وهو قول سعيد بن جبير
(1) رواه البخاري (5247)، ومسلم (715) عن جابر رضي الله عنه.
(2)
"التفل": ترك الطيب.
ابنُ شِهَابٍ: فَكَانَ حُمَيدُ بنُ عَبدِ الرَّحمَنِ يَقُولُ: يَومُ النَّحرِ يَومُ الحَجِّ الأَكبَرِ - مِن أَجلِ حديث أَبِي هُرَيرَةَ.
رواه أحمد (2/ 299)، والبخاري (369)، ومسلم (1347)، وأبو داود (1946)، والنسائي (234).
[1207]
وعن عَائِشَةُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِن يَومٍ أَكثَرَ مِن أَن يُعتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبدًا مِن النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدنُو
ــ
ومالك، وقالت طائفة: إنه يوم عرفة. وبه قال عمر، وهو قول الشافعي. وقال مجاهد: الحج الأكبر القران، والأصغر الإفراد. وقال الشعبي: الحج الأكبر الحج، والأصغر العمرة. والأولى القول الأول، بدليل أن الله أمر نبيَّه بأن يؤذن في الناس يوم الحج الأكبر، فأذن المبلغون عنه يوم النحر بمنى. وفي كتاب أبي داود من حديث ابن عمر وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر (1)، وهذا يرفع كل إشكال ويريح من تلك الأقوال.
وقوله ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، روينا أكثر رفعًا ونصبًا، فرفعه على التميمية، ونصبه على الحجازية. وهو في الحالين خبر لا وصف، والمجروران بعده مبنيان، فـ من يوم عرفة يبيِّن الأكثرية مما هي، ومن أن يعتق يبيِّن المميِّز، وتقدير الكلام: ما يوم أكثرُ من يوم عرفة عتيقًا من النار.
وقوله وإنه ليدنو، هذا الضمير عائد إلى الله تعالى، والدُّنو دنوُّ إفضال وإكرام لا دنوَّ انتقال ومكان؛ إذ يتعالى عنه ويتقدَّس.
(1) رواه أبو داود (1945).