الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه أحمد (2/ 316)، والبخاري (5192)، ومسلم (1026)، وأبو داود (2458).
[892]
وَعَن عُمَيرٍ مَولَى آبِي اللَّحمِ، قَالَ: كُنتُ مَملُوكًا فَسَأَلتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَأَتَصَدَّقُ مِن مَالِ مَوَالِيَّ بِشَيءٍ؟ قَالَ: (نَعَم، وَالأَجرُ بَينَكُمَا نِصفَانِ).
رواه مسلم (1025).
[893]
وَعَنهُ قَالَ: أَمَرَنِي مَولايَ أَن أُقَدِّدَ لَحمًا، فَأتى مِسكِينٌ فَأَطعَمتُهُ مِنهُ، فَعَلِمَ مَولايَ بِذَلِكَ فَضَرَبَنِي، فَأَتَيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرتُ ذَلِكَ لَهُ فَدَعَاهُ فَقَالَ:(لِمَ ضَرَبتَهُ؟ ) قَالَ: يُعطِي طَعَامِي بِغَيرِ أَن آمُرَهُ، فَقَالَ:(الأَجرُ بَينَكُمَا).
رواه مسلم (1025)(83).
* * *
(17) باب أجر من أنفق شيئين في سبيل الله وعظم منزلة من اجتمعت فيه خصال من الخير
[894]
عَن أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَن أَنفَقَ زَوجَينِ فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الجَنَّةِ: يَا عَبدَ اللهِ هَذَا خَيرٌ. . . . .
ــ
(17)
ومن باب: أجر من أنفق شيئين في سبيل الله (1)
قوله: (من أنفق زوجين في سبيل الله)، هكذا وقع في هذا اللفظ في كتاب مسلم. ووقع في البخاري:(من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله).
(1) العنوان ساقط من الأصول، ومستدرك من التلخيص.
فَمَن كَانَ مِن أَهلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلاةِ، وَمَن كَانَ مِن أَهلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، وَمَن كَانَ مِن أَهلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَن كَانَ مِن أَهلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ)، قَالَ أَبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا عَلَى أَحَدٍ يُدعَى مِن تِلكَ الأَبوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهَل يُدعَى أَحَدٌ مِن تِلكَ الأَبوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(نَعَم، أَرجُو أَن تَكُونَ مِنهُم).
رواه أحمد (2/ 166)، والبخاري (1897)، ومسلم (1027)، والترمذي (3674)، والنسائي (4/ 168 - 169).
ــ
وهذا نصّ في عموم كل شيء يخرج في سبيل الله. وقيل: يصح إلحاق جميع أعمال البرّ بالإنفاق. ويدلّ على صحة هذا بقية الحديث؛ إذ قال فيه: (من كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام).
والزوج: الصنف، وكذلك قيل في قوله تعالى:{وَكُنتُم أَزوَاجًا ثَلاثَةً} قال ابن عرفة: كل شيء قرن بصاحبه فهو زوج. ويقال: زوجت الإبل: إذا قرنت واحدا بواحد. زاد الهروي في هذا الحديث: قيل: وما زوجان؟ قال: فرسان، أو عبدان، أو بعيران (1).
والريَّان: فعلان من الرِّيّ على جهة المبالغة، وسمي بذلك على جهة مقابلة العطشان؛ لأنه جوزي على عطشه بالرِّي الدَّائم في الجنة، التي يدخل إليها من ذلك الباب.
وقوله: (فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة)؛ أي: من المكثرين لصلاة التطوّع، وكذلك غيرها من أعمال البرّ المذكورة في هذا الحديث؛ لأن الواجبات لا بدّ منها لجميع المسلمين، ومن ترك شيئًا من الواجبات إنما يخاف عليه أن ينادى من أبواب جهنم، فيستوي في القيام بها المسلمون كلهم، وإنما يتفاضلون بكثرة التطوعات التي بها تحصل تلك الأهلية التي بها ينادون من
(1) رواه أحمد (5/ 164) وانظر: التمهيد (7/ 186).
[895]
وَعَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَن أَصبَحَ مِنكُمُ اليَومَ صَائِمًا؟ ).
قَالَ أَبُو بَكرٍ: أَنَا، قَالَ:(فَمَن تَبِعَ مِنكُمُ اليَومَ جَنَازَةً؟ ) قَالَ أَبُو بَكرٍ: أَنَا، قَالَ:(فَمَن أَطعَمَ مِنكُمُ اليَومَ مِسكِينًا؟ ) قَالَ أَبُو بَكرٍ: أَنَا. قَالَ: فَمَن عَادَ مِنكُمُ اليَومَ مَرِيضًا؟ قَالَ أَبُو بَكرٍ: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا اجتَمَعت فِي امرِئٍ إِلا دَخَلَ الجَنَّةَ).
رواه مسلم (1028).
* * *
ــ
تلك الأبواب.
ولما فهم أبو بكر رضي الله عنه هذا المعنى قال: فهل يدعى أحد من تلك الأبواب؟ أي: هل يحصل لأحد من أهل الإكثار من تطوعات البرّ المختلفة ما يتأهل به لأن يدعوه خزنة الجنة من كل باب من أبوابها؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم، أنت منهم)، فإنه رضي الله عنه كان قد جمع خصال تلك الأبواب كلها، ألا ترى أنه قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي بعد هذا:(هل فيكم من أطعم اليوم مسكينًا؟ ) فقال أبو بكر: أنا، [قال:(هل فيكم من عاد مريضًا؟ ) فقال أبو بكر: أنا]. وقد تقدّم الكلام على بعض نكت هذا الحديث.
وذكر مسلم في هذا الحديث من أبواب الجنة أربعة، وزاد غيره بقية الثمانية، فذكر فيها: باب التوبة، وباب: الكاظمين الغيظ، وباب: الراضين، والباب الأيمن الذي يدخل منه مَن لا حساب عليه، حكاه القاضي أبو الفضل.
* * *