الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه أحمد (3/ 306)، والبخاري (7211)، ومسلم (1383)، والترمذي (3920)، والنسائي (7/ 151).
[1237]
وَعَن زَيدِ بنِ ثَابِتٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّهَا طَيبَةُ - يَعنِي المَدِينَةَ - وَإِنَّهَا تَنفِي الخَبَثَ كَمَا تَنفِي النَّارُ خَبَثَ الفِضَّةِ.
رواه أحمد (5/ 184)، والبخاري (4589)، ومسلم (1384)، والترمذي (3028).
[1238]
وعَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل سَمَّى المَدِينَةَ طَابَةَ.
رواه أحمد (5/ 89)، ومسلم (1385).
* * *
(61) باب إثم من أراد أهل المدينة بسوء والترغيب فيها عند فتح الأمصار
[1239]
عن سَعدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَن أَرَادَ أَهلَ المَدِينَةِ بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ المِلحُ فِي المَاءِ.
ــ
وتسكين الياء، وهو أليق بقوله وينصع؛ لأنه يقال: نصع الطيب - إذا قويت رائحته.
(61)
ومن باب: إثم من أراد أهل المدينة بسوء
قد تقدم القول على قوله من أراد أهل المدينة بسوء في الباب الذي قبل هذا، وفي بعض ألفاظه من أراد أهل المدينة بدَهمٍ أو بسوء - على الشكِّ،
رواه أحمد (1/ 169)، ومسلم (1387)(494).
[1240]
ونحوه عن أبي هريرة.
رواه أحمد (2/ 279)، ومسلم (1386).
[1241]
وعَن سُفيَانَ بنِ أَبِي زُهَيرٍ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تُفتَحُ اليَمَنُ، فَيَأتِي قَومٌ يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهلِيهِم وَمَن أَطَاعَهُم، وَالمَدِينَةُ خَيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يَعلَمُونَ، ثُمَّ تفتَحُ الشَّامُ، فَيَأتِي قَومٌ يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهلِيهِم وَمَن أَطَاعَهُم، وَالمَدِينَةُ خَيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يَعلَمُونَ، ثُمَّ يُفتَحُ العِرَاقُ، فَيَأتِي قَومٌ يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهلِيهِم وَمَن أَطَاعَهُم، وَالمَدِينَةُ خَيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يَعلَمُونَ.
رواه أحمد (5/ 220)، والبخاري (1875)، ومسلم (1388)(497).
ــ
بدهم بفتح الدال: الداهية والجيش العظيم، أو الفساد العظيم، والدهم والدهماء من أسماء الداهية.
وقوله تفتح اليمن، فيأتي قوم يَبِسُون فيتحملون، رويناه بفتح الياء وبضم الباء وكسرها ثلاثيًّا، ورويناه أيضًا بضم الياء وكسر الباء رباعيًّا، قال الحربي (1): بسست الغنم والنوق إذا دعوتها. فمعناه: يدعون الناس إلى بلاد الخصب. وقال ابن وهب: يزينون لهم البلاد ويحببونها، مأخوذ من إبساس الحلوبة كي يدر لبنها. وقال أبو عبيد: معناه يسوقون، والبسُّ: سوق الإبل.
قلت: والأول أليق بمساق الحديث ومعناه، وهذا الحديث من دلائل نبوته وصدقه صلى الله عليه وسلم، فإنه أخبر بوقوع أمور قبل وقوعها ثم وقعت بعد ذلك على نحو خبره، فكان ذلك دليلًا على صدقه.
(1) في (ز): القاضي، وفي (هـ) الجويني.
[1242]
وعن أبي هُرَيرَةَ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَترُكُونَ المَدِينَةَ عَلَى خَيرِ مَا كَانَت لَا يَغشَاهَا إِلَّا العَوَافِي -يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيرِ- ثُمَّ يَخرُجُ رَاعِيَانِ مِن مُزَينَةَ يُرِيدَانِ المَدِينَةَ يَنعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحشًا،
ــ
وقوله تتركون المدينة على خير ما كانت، تتركون بتاء الخطاب، ومراده غير المخاطبين، لكن فرعهم من أهل المدينة أو نسلهم، وعلى خير ما كانت أي على أحسن حال كانت عليه فيما قبل، وقد وجد هذا الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنها صارت بعده صلى الله عليه وسلم معدن الخلافة وموضعها ومقصد الناس وملجأهم ومعقلهم، حتى تنافس الناس فيها وتوسعوا في خططها، وغرسوا وسكنوا منها ما لم يسكن من قبل، وبنوا فيها، وشيَّدوا حتى بلغت المساكن إهاب، كما سيأتي في حديث أبي هريرة الآتي إن شاء الله تعالى، وجُلبت إليها خيرات الأرض كلها، فلما انتهت حالها كمالًا وحسنًا انتقلت عنها الخلافة إلى الشام فغلبت عليها الأعراب وتعاورتها الفتن، فخاف أهلها فارتحلوا عنها.
وذكر الأخباريون أنها خَلَت من أهلها وبقيت ثمارها للعوافي الطير والسباع، كما قال صلى الله عليه وسلم، ثم تراجع الناس إليها، وفي حال خلائها غَذَت الكلاب على سواري المسجد. وعوافي الطير: هي الطالبة لما تأكل. يقال: عضوته، أعضوه - إذا طلبت معروفه. وغَذَّى الكلب يُغَذِّي: إذا بال دفعة بعد دفعة.
وقوله ثم يخرج راعيان من مزينة ينعقان بغنمهما؛ أي: يصيحان بها ليسوقاها. والنعاق: صوت السائق للغنم. ومنه قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِي يَنعِقُ بِمَا لا يَسمَعُ}
وقوله فيجدانها وحشًا؛ أي خلاء، يقال: أرض وحش - أي خالية، ومشى وحشًا؛ أي: وحده. قاله الحربي. ويحتمل أن يكون معناه: كثيرة الوحش؛ كما قال في البخاري فيجدانها وحوشًا، أي: يجدان المدينة كثيرة الوحوش لما