الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه أحمد (1/ 229)، والبخاري (1782)، ومسلم (1256)، وأبو داود (1990)، والنسائي (4/ 130 - 131)، وابن ماجه (2993).
* * *
(28) باب من أين دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة والمدينة، ومن أين خرج
؟
[1115]
عَن ابنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخرُجُ مِن طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَيَدخُلُ مِن طَرِيقِ المُعَرَّسِ، وَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ، دَخَلَ مِن الثَّنِيَّةِ العُليَا، وَيَخرُجُ مِن الثَّنِيَّةِ السُّفلَى.
ــ
ما ذهبنا إليه من معنى الحديث. وإنما عَظُمَ أجر العمرة في رمضان لحرمة الشهر، ولشدة النصب، والمشقة اللاحقة من عمل العُمرة في الصوم. وقد أشار إلى هذا قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة - وقد أمرها بالعُمرة -:(إنها على قدر نَصَبك - أو قال -: نفقتك)(1). والله تعالى أعلم.
وقوله: (جعلت عليها حجَّة معك) يعني: أنها همَّت بذلك، وعزمت عليه، لا أنها أوجبت ذلك عليها بالنَّذر؛ إذ لو كان ذلك لما أجزأها عن ذلك العُمرة، والله تعالى أعلم.
(28)
ومن باب: من أين دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة والمدينة؟ ومن أين خرج؟
قوله: (كان يخرج من طريق الشجرة) يعني - والله أعلم -: الشجرة (2) التي
(1) رواه مسلم (1211)(126).
(2)
ساقط من (ع).
وَفِي رِوَايَةٍ: العليا التي بالبطحاء.
رواه البخاري (1575)، ومسلم (1257)، وأبو داود (1866)، والنسائي (5/ 200)، وابن ماجه (2940).
ــ
بذي الحليفة؛ التي أحرم منها؛ كما قال ابن عمر في الحديث المتقدِّم، ولعلَّها هي الشجرة التي ولدت تحتها أسماء بنت عميس. و (المُعرَّس): موضع التعريس. وهو موضع معروف على ستة أميال هناك.
والتعريس: النزول من آخر الليل. و (الثنية) هي: الهضبة، وهي: الكوم الصغير. وهذه الثنية هي التي بأعلى مكة، وتسمى: كداء. وبأسفل مكة تثنية أخرى تسمى: كدى. وقد اختلف أهل التقييد (1) في ضبط هاتين الكلمتين: فالأكثر منهم: على أن التي بأعلى مكة: بفتح الكاف والمد. والسفلى: بضم الكاف والقصر. وقيل: عكس ذلك. وأما اللغويون: فقال أبو علي القالي: (كداء) ممدود: جبل بمكة. قال الشاعر (2):
أَقفَرَت مِن عبد شَمس كداء
…
وكدَى والركن والبطحاء (3)
وقال غيره: كدى: جبل قريب من كداء. وقال الخليل: كداء وكدَي - بالضم وتشديد الياء -: جبلان بمكة، الأعلى منهما بالمد. وقال غيره: كدى - مضموم، مقصور -: بأسفل مكة، والمشدَّد لمن خرج إلى اليمن، وليس من طريق النبي صلى الله عليه وسلم. ثم اختلف المتأولون في المعنى الذي لأجله خالف النبي صلى الله عليه وسلم بين طريقيه. فقيل: ليتبرك به كل من في طريقيه، ويدعو لأهل تينك الطريقين. وقيل:
(1) في (ع): التفسير.
(2)
هو ابن قيس الرقيات.
(3)
ورد في اللسان هكذا:
أقفرت بعد عبد شمس كداء
…
فكديٌّ فالركن فالبطحاء
وفي (هـ): (عبيد) بدل: (عبد).