الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه البخاري (4256)، ومسلم (1266)(240)، وأبو داود (1886 و 1889)، والترمذي (863)، والنسائي (5/ 230).
* * *
(31) باب استلام الركنين اليمانيين وتقبيل الحجر الأسود
[1123]
عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: لَم أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمسَحُ مِن البَيتِ إِلَّا الرُّكنَينِ اليَمَانِيَينِ.
وَفِي رِوَايَةٍ: الرُّكنُ الأَسوَدُ وَالَّذي يليه، من نحو دور الجمحيين.
رواه أحمد (2/ 121)، والبخاري (1609)، ومسلم (1267)، وأبو داود (1874)، والنسائي (5/ 232)، وابن ماجه (2946).
[1124]
وعَن عَبدِ اللَّهِ بنِ سَرجِسَ، قَالَ: رَأَيتُ الأَصيلَعَ (يَعنِي
ــ
(31)
ومن باب: استلام الركنيين اليمانيين
قد تقدم القول على حكم مسِّ الأركان. وقد بيَّن في هذا الحديث: أن الركنين اليمانيين أحدهما: الحجر الأسود، والثاني: الذي يليه من نحو دور بني جُمَح، وكلاهما من جهة اليمن، ولذلك نُسِبا إليه.
وقول عبد الله بن سرجس: (رأيت الأصيلع)؛ يعني: عمر رضي الله عنه، وكان أصلع. وتصغيره في هذا الموضع كما قالوا:
. . . . . . . . . . . . . . . . .
…
دُويهيةٌ تصفرُّ منها الأنامل (1)
(1) صدر البيت: وكل أناس سوف تدخل بيتهم. والبيت للشاعر لبيد.
عُمَرَ) يُقَبِّلُ الحَجَرَ، وَيَقُولُ: وَاللَّهِ! إِنِّي لَأُقَبِّلُكَ، وَإِنِّي لأَعلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، لَا تَضُرُّ، وَلَا تَنفَعُ، وَلَولَا أَنِّي رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبَّلَكَ مَا قَبَّلتُكَ.
رواه مسلم (1270)(250)، وابن ماجه (2943).
ــ
وكما قالوا للجبل العظيم: جُبيل. ونعته بالصلع؛ لأنه نعته في الكتب القديمة. يقال: إنهم كانوا يقولون - أعني: نصارى الشام -: إن الذي يفتح بيت المقدس الأصيلع. والله تعالى أعلم.
وقوله: (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع) دفع لتوهم من وقع له من الجهَّال: أن للحجر الأسود خاصية ترجع إلى ذاته، كما توهمه بعض الباطنية. وبين (1): أنه ليس في تقبيله إلا الاقتداء المحض، ولو كان هناك شيء مما يُفترى لكان عمر رضي الله عنه أحق الناس بعلمه.
وفي هذا الحديث ما يدلُّ: على أن تقبيل الحجر من سُنَن الطواف، والجمهور على ذلك؛ لمن قدر عليه، فإن لم يقدر وَضَع يده عليه، ثم رفعها إلى فِيهِ بغير تقبيل على إحدى الرِّوايتين عن مالك، وبه قال القاسم بن محمد. والجمهور على أنه يقبل يده، فإن لم يفعل فلا شيء عليه عندهم. قال مالك رحمه الله: والسجود عليه بدعة. والجمهور: على جوازه.
وأما الركن اليماني فيستلم باليد، ولا يُقَبَّل. وهل تقبل اليد أم لا؟ قولان. ولا يخاطب النساء بذلك عند الجميع، ويفعل ذلك في آخر كل شوط، وهو في أوَّل الطواف أوكد منه في سائرها. واستحب بعض السَّلف أن يكون لمس الركنين في وترٍ من الطواف. وبه قال الشافعي رحمه الله.
(1) في (هـ) و (ظ): وبيان.