الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتردد دليل عدم الضبط والحفظ، ومن المعلوم أن من حفظ حجة على من لم يحفظ. والله أعلم.
هذا؛ ولحديث الترجمة شاهد من حديث ابن عمر قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة؛ فمر رجل فقال:
"يُقتل فيها هذا المقنَّع يومئذ مظلوماً ".
قال: فنظرت، فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
أخرجه الترمذي (9/296/3708) ، وأحمد (2/115) من طريق سنان بن هارون عن كليب بن وائل عن ابن عمر قال
…
فذكره، وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب ".
وأقول: هو كما قال؛ بل أعلى بما قبله، وسنان بن هارون صدوق فيه لين؛ كما في "التقريب ". وقد أقر الحافظ ابن كثير في "البداية "(7/208) الترمذيَّ على تحسينه إياه. *
3119
- (لَتَخْرُجَنَّ فتنةٌ من تحتِ قدمَيْ ـ أو بين رجلَيْ - هذا، (يعني: عثمان رضي الله عنه ، هذا يومئذٍ ومن اتبعهُ على الهُدى) .
أخرجه أحمد (4/236) ، وابن أبي عاصم (2/591/1295) ، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/316/753)، و"مسند الشاميين " (2/394) من طرق عن معاوية عن سُليم بن عامر عن جُبَيْر بن نُفَيْرٍ قال:
كنا معسكِرِين مع معاوية بعد قتل عثمان رضي الله عنه، فقام كعب بن مرة
البهزي فقال: لولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت هذا المقام، فلما سمع [معاوية] بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس الناس، فقال:
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ مر عثمان بن عفان عليه مُرَجَّلاً [مُغدِفاُ]، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره، قال: فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر، فقال: إنك لصاحب هذا؟ قال: نعم، قال: والله! إني لحاضر ذلك المجلس، ولو علمت أن لي في الجيش مُصَدِّقاً؛ كنت أول متكلم به. والزيادتان للطبراني، واليه وحده عزاه الهيثمي في "المجمع " (9/89) وقال:
" ورجاله وُثِّقوا "!
قلت: واسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، ومعاوية: هو ابن صالح الحمصي، قال الحافظ في "التقريب ":
"صدوق له أوهام ".
وله طريق ثان، يرويه وُهيب بن خالد: ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث قال:
قامت خطباء بـ (إيلياء) في إمارة معاوية رضي الله عنه؛ فتكلموا، وكان آخر من تكلم مُرَّةُ بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت
…
فذكره مختصراً، وفيه:
"فمر رجل مُقنْع، فقال: "هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى"، فقلت: هذا يا رسول الله- وأقبلت بوجهه إليه-؟ فقال: "هذا". فإذا هو عثمان رضي الله عنه ".
أخرجه أحمد أيضاً، والحاكم (3/102) وقال:
"صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وتابعه عبد الوهاب الثقفي: حدثنا أيوب به.
أخرجه الترمذي (3705) وقال:
"حديث حسن صحيح ".
وخالفهما إسماعيل بن إبراهيم: ثنا أيوب عن أبي قلابة قال:
لما قُتل عثمان رضي الله عنه قام خطباء بـ (إيلياء) .. إلخ، لم يذكر في إسناده أبا الأشعث.
أخرجه أحمد (4/235) ، وابن أبي شيبة (12/41/12075) .
ورجاله ثقات أيضاً، وإسماعيل هذا هو ابن عُلَيَّة، لكن الموصول أصح، لاتفاق ثقتين عليه.
وله شاهد يرويه محمد بن سيرين عن كعب بن عُجرة قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقرَّبها، فمر رجل مقَنْغٌ رأسَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هذا يومئذ على الهدى" فوثبت، فأخذت بضَبْعَيْ عثمان، ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: هذا؟ قال: هذا".
أخرجه ابن ماجه (1/41/111) ، وابن أبي شيبة (12/41/12074) ، وعنه ابن أبي عاصم (1297) ، وأحمد (4/242 و 243) من طريقين عنه.
ورجاله ثقات، فالسند صحيح إن كان محمد بن سيرين سمع من كعب بن عُجرة؛ فقد ذكروا أن أبا حاتم قال: لم يسمع منه، مع أن سنَّه يمكنه من السماع