الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- صلى الله عليه وسلم: "ما بال دعوى الجاهلية؟! "، قالوا: يا رسول الله! كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال:" دعوها؛ فإنها منتنة"[قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد]، فسمعها عبد الله بن أبيّ فقال: قد فعلوها؟! لئن رجعنا إلى المدينة ليُخْرِجنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ! قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال:
"دعه؛ لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ".
والسياق لمسلم، والزيادة للبخاري وأحمد وغيرهما.
وتابعه ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار به نحوه.
أخرجه البخاري (3518) .
وتابعه جمع آخر مطولاً ومختصراً.
أخرجه أبو يعلى (3/459/1959) ، وابن جرير في "التفسير" (27/72- 73
و73) ؛ وعنده الزيادة في رواية. وزاد في رواية أخرى:
".. كسع رجلاً من الأنصار برجله، وذلك في أهل اليمن شديد".
ورجاله ثقات؛ غير ابن حميد- وهو محمد بن حميد الرازي-؛ وهو ضعيف
مع حفظه. *
3156
- (إذا ظَهَرَ السُّوءُ في الأرضِ؛ أنزلَ الله بأهلِ الأرضِ بأسَهُ. قالت [عائشة] : وفيهم أهل طاعة الله عز وجل؟! قال: نعمْ، ثمَّ يصيرون إلى رحمة الله تعالى) .
أخرجه أحمد (6/ 41)، وابن أبي شيبة (15/42- 43) : حدثنا [سفيان]
ابن عيينة عن جامع [بن أبي راشد] عن منذر عن حسن بن محمد عن امرأة عن عائشة تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم
…
وأخرجه البيهقي في "الشعب "(6/98/7599 م) من طريق محمود بن آدم:
نا سفيان بن عيينة به؛ إلا أنه لم يقل: "عن امرأة"؛ فلا أدري أهكذا الرواية عنده، أم هو سقط من الناسخ؟!
والمحفوظ إثباته؛ فقد تابع أحمد وابن أبي شيبة: عبد الله- وهو ابن المبارك- في إثبات هذه الواسطة مع مخالفة يسيرة؛ فقال: أنبأ سفيان- بسنده- عن الحسن ابن محمد بن علي عن مولاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة، أو على بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عنده، فقال:
…
فذكر الحديث.
أخرجه الحاكم (4/523) : أخبرني الحسن بن حكيم المروزي: ثنا أبو الموجِّه:
أنبأ عبدان: أنبأ عبد الله
…
وسكت عنه هو والذهبي.
قلت: ورجاله ثقات معروفون؛ غير المروزي هذا، وقد سماه الذهبي: "الحسن
ابن محمد بن حليم "، ذكره في الرواة عن أبي الموجه، واسمه محمد بن عمرو الفزاري، ووصفه في " السير" (13/347) بـ " الشيخ الإمام، محدث مرو، الحافظ".
وأما ابن حليم فلم أجد له ترجمة الآن.
وخالفهم في إسناده شريك بن عبد الله؛ فقال: عن جامع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن الحسن بن محمد بن علي قال: حدثتني امرأة من الأنصار- وهي حية اليوم، إن شئت أدخلتك عليها، قلت: لا، [حدِّثني]- قالت: دخلت على أم سلمة، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه غضبان، فاستترت بكمِّ درعي،
فتكلم بكلام لم أفهمه، فقلت: يا أم المؤمنين! كأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان؟ قالت: نعم، أو ما سمعتيه؟! قالت: قلت: وما قال؟ قالت: قال:
…
فذكرت الحديث بنحوه.
أخرجه أحمد (6/ 294 و 418) .
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ إلا أنه لم يخرج لشريك بن عبد الله- وهو النخعي القاضي- إلا متابعة؛ لضعف فيه، فحديثه قوي بما قبله من رواية ابن عيينة، مع ما فيها من الاختلاف عليه في رواية الحديث؛ هل هي عائشة، أو مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم؟ وفي رواية شريك هذه أنها أم سلمة.
وله طريق أخرى: يرويه خلف بن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرثد عن المعرور بن سُوَيد عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره.
أخرجه أحمد (6/304) ، والطبراني في "المعجم الكبير"(23/325/747) من طرق عن خلف به.
قلت: وليث؛ الظاهر أنه ابن أبي سليم الحمصي، وكان اختلط، ومثله خلف بن خليفة؛ مع أنهما من رجال مسلم، ولذلك قال الهيثمي في "المجمع " (7/268) :
"رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح "!
يعني هذا الإسناد، ويعني بالآخر- والله أعلم- رواية شريك التي قبل هذه.
ولجامع بن أبي راشد إسناد آخر: يرويه هاشم بن القاسم: ثنا محمد بن طلحة عن زُبَيدٍ قال: حدثني جامع بن أبي راشد- ودموعه تنحدر- عن أم مبشر عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/218) : حدثنا سليمان بن أحمد: ثنا أحمد بن زهير: ثنا محمد بن منصور الطوسي: ثنا هاشم بن القاسم به
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
أحمد بن زهير: هو أحمد بن يحيى بن زهير التُّسْتَري الحافظ شيخ سليمان ابن أحمد- وهو الطبراني الحافظ-، وهو من مشايخه المشهورين؛ فقد روى له في "المعجم الأوسط " أكثر من مئة وخمسين حديثاً (2229- 2384- بترقيمي) في "السير"(14/362) .
ومن فوقه من رواة الشيخين؛ غير الطوسي، وهو ثقة.
وشيخه هاشم بن القاسم كنيته أبو النضر.
وقد أخرجه الطبراني عنه في "المعجم الكبير"(23/377/891) بسند آخر له فقال: حدثنا أبو يحيى الرازي: ثنا محمود بن غيلان: ثنا أبو النضر: ثنا سالم بن طلحة: ثنا جامع بن أبي راشد- ودموعه تنحدر- عن أم مبشر به.
قلت: كذا وقع فيه "سالم بن طلحة"، ولم أجد له ترجمة، فأخشى أن يكون "سالم " خطأ من الناسخ أو الطابع؛ والصواب:"محمد" كما في إسناد "الحلية " المتقدم، كما أخشى أن يكون سقط منه "زُبَيد"، فإنه مذكور في شيوخ محمد بن طلحة، وهو اليامي الكوفي، وفي الرواة عن جامع بن أبي راشد.
وحديث عائشة له طريق أخرى بلفظ أخر مختصر نحوه؛ مخرج فيما تقدم برقم (1622و2693) ، وقد أوردهما الحافظ في "الفتح "(13/60) ساكتاً عنهما؛ مشيراً بذلك إلى تقوية الحديث. *