الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأزدي، وانتهاءً بالعسقلاني؛ فقد أورد الذهبي في "ميزانه "(زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني)، وقال:
"حدث عنه يحيى الحماني، قال الأزدي: منكر الحديث ".
وأقره العسقلاني في "اللسان "؛ وزاد عليه، فقال:
"أورد له [يعني: الأزدي] عن زر بن حبيش
…
".
قلت: فساق الحديث! وهذا من الغرابة بمكان أن يخفى عليهم رواية أحمد من طريق طلق بن علي من جهة، وترجمة ابن أبي حاتم لزكريا هذا برواية جمع عنه- كما تقدم- من جهة أخرى، فلا يلتفت إلى قول الأزدي فيه:"منكر الحديث "؛لأنه وهم ناشئ من عدم اطلاعه على رواية الثقات والمشار إليهم عن (زكريا) ، وظنه أنه لم يرو عنه إلا (يحيى الحماني) ؛ ولا سيما وهو معروف بأن في جرحه عنتاً وشدة!! والله أعلم. *
3436
- (غِلَظُ القلوبِ والجفاءُ في المشْرقِ، والإيمانُ في أهْل الحِجاز) .
هو من حديث جابر- رضي الله عنه، وله عنه طرق:
الأولى: عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.... فذكره.
أخرجه مسلم (1/53) ، وأبو عوانة (1/60) ، وابن حبان (9/ 204/7252)، وأحمد في "المسند" (3/335) و"فضائل الصحابة" (2/863/ 1611) من طريق ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير به.
وتابعه موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر به؛ إلا أنه قال:
"والإيمان يمان، والسكينة في أهل الحجاز".
أخرجه البزار (3/ 315- كشف الأستار) من طريق إسماعيل بن أبي أويس: ثنا ابن أبي الزناد عنه. وقال:
"قد روي عن جابر من غير وجه ".
قلت: وهو من هذا الوجه ضعيف؛ قال الهيثمي (10/53) :
"رواه البزار، وفيه ابن أبي الزناد، وفيه خلاف، وبقية رجاله (رجال الصحيح) "!
قلت: نعم؛ لكن إسماعيل بن أبي أويس ليس أحسن حالاً من ابن أبي الزناد- واسمه عبد الرحمن-، قال الحافظ:
"صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيهاً".
وقال في إسماعيل بن أبي أويس:
"صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه ".
وقال في "مقدمة البخاري " ما خلاصته:
"لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في (الصحيح) ".
قلت: فأخشى أن يكون وهم في متن هذا الحديث؛ فزاد فيه: "والإيمان يمان"، وهذا قد ثبت في أحاديث؛ فانظر الحديث المتقدم (1770) ، فكأنه دخل عليه حديث في حديث؛ كما أنه غلط فجعل "السكينة في أهل الحجاز"، مكان:"الإيمان ".
وتابعه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر به؛ إلا أنه قال:
"والإيمان والسكينة في أهل الحجاز".