الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات، وفي القاسم- وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة- كلام معروف، وهو حسن الحديث.
وعتبة بن حميد، قال أحمد:
"ضعيف، ليس بالقوي، ولم يشته الناس حديثه ".
وقال أبو حاتم:
"صالح الحديث ".
وذكره ابن حبان في "الثقات "(7/272) . فمثله لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن، لا سيما وتضعيف أحمد جرح غير مفسر، وإن كان يغمز من حديثه، ولكن ما هو السبب؟ وقد صحح له ابن حبان حديثين، أحدهما: توبع عليه في "صحيح البخاري " وغيره، والآخر: سبق تخريجه في المجلد الثاني من هذه السلسلة رقم (789) . وقد أشار المنذري في "الترغيب "(2/34/3) إلى تقوية الحديث بتصديره إياه بقوله:
"وعن أبي أمامة
…
".
وبتحسينه لحال عتبة هذا.
وللحديث شاهد من حديث أنس رضي الله عنه، وفي آخره زيادة، رواه ابن ماجه وغيره، لكن إسناده ضعيف جداً، ولذلك خرجته في "الضعيفة"(3637) . *
3408
- (عليكُم بغَدَاءِ السُّحور؛ فإنّه هو الغَدَاءُ المباركُ) .
أخرجه النسائي (1/304) ، وفي " الكبرى "(2/79/2474) ، وأحمد (4/132) ، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/271/641) ، و"مسند الشاميين "
(2/171-172/1130) من طريق عبد الله بن المبارك عن بقية بن الوليد قال: أخبرني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات كلهم، وقد صرح بقية بالتحديث؛
فأمناً تدليسه.
ثم رواه النسائي من طريق ثور عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره مرسلاً.
وإسناده صحيح أيضاً، ولا يعل به المسند؛ لأن الذي أسنده بحير بن سعد،
ثقة ثبت؛ كما في "التقريب "، وزيادة الثقة هنا مقبولة اتفاقاً.
وله شاهدان من حديث أبي الدرداء، والعرباض بن سارية نحوه. أخرجهما ابن حبان في "صحيحه "(881و882- موارد) بسندين يقوي أحدهما الآخر، أوردهما المنذري في "الترغيب "(2/93/5و6) مشيراً إلى تقويتهما، ساكتاً عن حديث الأول، ومبيناً علة حديث الآخر، وفاته حديث الترجمة، وكان ذلك من الدواعي على إخراجه وبيان صحته؛ لدعم الأحاديث الأخرى.
وحديث أبي الدرداء؛ له طريق أخرى عند الطبراني في "المعجم الكبير"(17/131/322) من طريق جُبَارة بن المُغَلِّس: ثنا بِشرُ بن عُمَارة عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد عن عتبة بن عبد وأبي الدرداء مرفوعاً بلفظ:
"تسحروا من آخر الليل ". وكان يقول:
"هو الغداء المبارك ".
لكنه إسناد ضعيف أيضاً، من دون راشد ثلاثتهم ضعفاء. وأعله الهيثمي
بـ (جبارة) فقط! (3/151) .
وله شاهد قوي؛ يرويه محمد بن إبراهيم- أخو أبي معمر- قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال:
أرسل إلي عمر بن الخطاب يدعوني إلى السحور، وقال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الغداء المبارك.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط "(2/308/505) ، ومن طريقه الخطيب
في " التاريخ "(1/387) . وقال الطبراني:
"لا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر".
قلت: روى الخطيب بسنده أن ابن معين سئل عنه؟ فقال:
"مثل أبي معمر لا يسأل عنه، هو وأخوه من أهل الحديث ".
وعن موسى بن هارون أنه قال فيه:
"صدوق لا بأس به ".
قلت: وبقية رجاله رجال الصحيح؛ كما قال الهيثمي (3/151) ؛ إلا شيخ الطبراني (أحمد بن القاسم بن مساور الجوهرى) ، وهو ثقة.
وشاهد آخر؛ من حديث عائشة قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:
"قربي إلينا الغداء المبارك "؛ يعني: السحور، وربما لم يكن إلا تمرتين.
قال الزهري: السحور سنة.