الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأقول: لعل المراد بقوله: "غيره "؛ يعني: من الحجارة، وحينئذ فلا منافاة.
والله أعلم. ********
3356
- (من جهز غازياً في سبيل الله؛ فله مثل أجره، ومن خلف غازياً في سبيل الله في أهله بخير؛ وأنفق [على أهله] ؛ فله مثل أجره) .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(5/283/5234) : حدثنا محمود بن محمد الواسطي: ثنا وهب بن بقية: أنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن زيد عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم، وفي عبد الرحمن بن إسحاق- وهو القرشي المدني- كلام لا يضر؛ غير محمود بن محمد الواسطي وهو ابن متويه؛ حافظ كبير مترجم في "تاريخ بغداد"(13/94 ـ 95) ، و"تاريخ الإسلام "(23/223) وغيرهما.
وبهذا الإسناد أخرجه في "المعجم الأوسط "(8/429/7879) لكنه أدخل موسى بن عقبة- بين عبد الرحمن ومحمد بن زيد- وقال: (زيد بن ثابت) مكان: (زيد بن خالد) ، والزيادة له.
وكذلك ذكره المنذري في " الترغيب "(2/158) ، وقال.
"ورجاله رجال الصحيح ".
وكذلك قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/283) ، ولكنه لم يذكر من
الحديث إلا الشطر الأول فقط! ولعله سقط من الطابع أو الناسخ.
ولعل ذكر (زيد بن ثابت) من أوهام عبد الرحمن بن إسحاق القرشي؛ فإن الحديث مشهور عن (زيد بن خالد) من طرق صحيحة عنه، بألفاظ متقاربة، يزيد بعضهم على بعض، بعضها في "الصحيحين " وغيرهما، وقد خرجت شيئاً منها في "الروض النضير" رقم (322) ، و"صحيح أبي داود"(2266) ، و"التعليق الرغيب "(2/96) ، وتجد بعض الألفاظ المشار إليها في "صحيح الترغيب والترهيب "(2/ 69/ 1226) .
وقد وهم الحافظ السيوطي فعزا حديث الترجمة في "الجامع الكبير"(2/770) للدارمي أيضاً وابن حبان، وليس هو عندهما بهذا التمام، وتجد لفظهما في المكان المشار إليه من "صحيح الترغيب " معزواً لابن حبان وابن ماجه أيضاً، وقد عزاه السيوطي نفسه لابن ماجه في "الجامعين "، وهو في "صحيح الجامع الصغير"(5/280/6070) من الطبعة الأولى الشرعية!
كما أن الحافظ الهيثمي غفل؛ فلم يورده في "مجمع الزوائد"، مع أنه على شرطه، وأورد من حديث زيد بن ثابت الشطر الأول منه كما تقدم.
واغتر بقوله: "رجاله رجال الصحيح " المعلقون الثلاثة على طبعتهم الجديدة لكتاب "الترغيب " فصححوه (2/215/1868) ! وهذا من جهلهم بهذا العلم؛ فإنه لا تلازم بين الصحة وبين هذا القول؛ لاحتمال أن يكون فيه علة قادحة في صحته كالانقطاع والتدليس وغير ذلك، كما هو الشأن هنا؛ فإن عبد الرحمن بن إسحاق - مع كونه من رجال (الصحيح)" أي "صحيح مسلم "- ففيه ضعف كما تقدم، من أجل ذلك اقتصرت على تحسين إسناده. *******