الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3365
- (من غصب رجلاً أرضاً ظلماً؛ لقي الله وهو عليه غضبان) .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/18/25) : حدثنا طالب بن قرة الأذني: ثنا محمد بن عيسى الطباع. (ح) وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري: ثنا يحيى الحماني قالا: ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن علقمة بن واثل عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:....... فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم من طريق الحماني، وهذا وإن كان قد اتهم بسرقة الحديث؛ فقد تابعه من الوجه الأول: محمد بن عيسى الطباع، وهو ثقة فقيه؛ كما قال الحافظ في "التقريب ".
وقد خفيت هذه المتابعة الهامة على الحافظ المنذري في "الترغيب "(3/54/7)، ثم الهيثمي في "المجمع " (4/176) فذكر الحديث عن عبد الله رضي الله عنه باللفظ المذكور؛ وقالا:
"رواه الطبراني من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني ". زاد الهيثمي:
"وهو ضعيف، وقد وثق، والكلام فيه كثير".
ثم إنهما قد وهما في نسبتهما الحديث لـ (عبد الله) ، وتابعهما الحافظ الناجي، فأخذ يفسر هذه النسبة قائلاً (ق 167/2) :
"الظاهر أنه ابن مسعود؛ فإنه المعني عند الإطلاق "!
وجزم بذلك شيخه الحافظ العسقلاني، فقال في "مختصره " المنتقى من " الترغيب " (177/ 658) :
"وعن عبد الله- يعني: ابن مسعود-
…
" فذكر الحديث!
وكل ذلك ناشئ من التقليد وحسن الظن بالمؤلف المنذري، مع كثرة أوهامه التي تعجب منها الحافظ الناجي، وكشف النقاب عن الكثير منها، وفاتته أشياء نبهت على بعضها في تعليقي على "صحيح الترغيب "، و"ضعيف الترغيب "؛ وهذا منها.
ثم وقع الناجي- من الأوهام الكثيرة! - في وهم آخر، فقال:
"ولفظ: "الغصب " لم يطلع عليه الإمام البلقيني في "تدريبه " (1) ! فقال:
"وليس في الأحاديث: "من غصب "
…
".
ولا شيخنا ابن حجر؛ تبعاً لشيخه ابن الملقن في "تخرج أحاديث الرافعي " حيث قالا: "لم يروه أحد منهم بلفظ: "من غصب "
…
".
قلت: وهذا النفي قد يرد بالنسبة للبلقيني " فإني وإن كنت لم أقف بعد على كلامه في "البدر المنير"؛ فإن المجلد الذي فيه كتاب "البيوع " منه لما يطبع ولكني رأيته في "خلاصة البدر المنير" قال (2/98/1620) - بعد أن ذكره من حديث أبي هريرة نحوه-:
"ولا أعلم أنه ورد في رواية: "من غصب "، مع أني ذكرته في (الأصل) من طرق ليست فيها".
قلت: فاستدراك الناجي عليه وارد، بخلاف شيخه ابن حجر؛ فإنه قال بعد تخريجه لحديث أبي هريرة بألفاظ، وأحاديث أخرى خرجها دون أن يسوق ألفاظها:
(1) كذا الأصل، ولعل الصواب "بدره ".