الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رفق من الله عز وجل، ولطف منه في تسهيل ما لم يكن بد من لقائه، والانقياد لمورد قضائه، قال: وما أشبه معنى قوله: "ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي
عن نفس المؤمن؛ يكره الموت
…
" (1) بترديده رسوله ملك الموت إلى نبيه موسى عليه السلام، فيما كرهه من نزول الموت به، وقد ذكر هذا المعنى أبو سليمان الخطابي في كتابه رداً على من طعن في هذا الحديث وأمثاله من أهل البدع والملحدين أبادهم الله، وكفى المسلمين شرهم ". *
3280
- (يا ابن رواحة! انزل، فَحَرِّكِ الرِّكاب) .
أخرجه النسائي في"السنن الكبرى"(5/70/8251) ، وكذا البيهقي
(10/227) من طريق عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن عبد الله بن رواحة:
أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرله، فقال له:(فذكره) فقال: يا رسول
الله! قد تركت ذاك، فقال له عمر: اسمع وأطع، قال: فرمى بنفسه وقال:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزِلن سكينة علينا وثبِّتِ الأقدام إن لاقينا. (2)
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، وله علتان:
الأولى: الانقطاع بين قيس بن أبي حازم وعبد الله بن رواحة، قال الحافظ
المزي في " التحفة "(4/319) :
(1) رواه البخاري (6502) ، وهو مخرج في "الصحيحة "(1640) .
(2)
هنا زيادة في "عمل اليوم والليلة" للنسائي (532) : "وإن أرادوا فتنة أبينا"! وأظنها مقحمة، وهي ثابتة في حديث آخر عن البراء بن عازب تقدم (3242) .
"قيس لم يدرك ابن رواحة".
قلت: وذلك؛ لأنه استشهد في حياته صلى الله عليه وسلم في معركة (مؤتة) .
والأخرى: عنعنة عمر بن علي، وهو المقدَّمي كان يدلس شديداً كما في
" التقريب "، فانظر " التهذيب ".
وقد خالفه عبد الله بن إدريس، فقال: عن إسماعيل عن قيس قال: قال
عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة:
"لو حركت بنا الركاب ".
فقال: قد تركت قولي
…
الحديث، وزاد:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم! ارحمه ".
فقال عمر: وجبت.
وقال الحافظ المزي:
" وهو أشبه ".
يعني: أن الصواب أنه من رواية قيس بن أبي حازم عن عمر، وأنه من مسند
عمر، لا من مسند عبد الله بن رواحة، وقيس قد سمع من عمر، فاتصل السند وصح والحمد لله؛ فإن عبد الله بن إدريس- وهو الأودي- ثقة فقيه احتج به الشيخان. أخرجه النسائي رقم (8250) ، والضياء في "الأحاديث الختارة"(1/ 381/ 264) ، وكذا الدارقطني في "الأفراد"؛كما في "كنز العمال "(13/449/37169) .