الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واسم أبي الغيث: سالم؛ وهما ثقتان.
وله شاهد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك! قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، (وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديدة) " فاشتد ذلك عليهم، فقالوا: يا رسول الله! أيُّنا ذلك الرجل؟ قال: "أبشروا؛ فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجل "، ثم قال:"والذي نفسي بيده؛ إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة "، قال: فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال:"والذي نفسي بيده! إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم؛ كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرَّقْمَةِ في ذراع الحمار".
رواه البخاري (6530)، ومسلم (1/139-140) من طريق جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
وهو في "صحيح الجامع "(7998) ، وقد تقدم تخريجه في هذه "السلسلة"(برقم 3250) . *
3308
- (ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانَيه- إلا من عمل مثله-؟! تسبِّحون وتحْمَدون وتكبِّرون خلف كل صلاة ثلاثة وثلاثين) .
جاء من حديث أبي هريرة، وأبي ذر، وأبي الدرداء، وابن عباس، وابن عمر: أما حديث أبي هريرة؛ فرواه عنه جماعة:
الأول: أبو صالح:
رواه البخاري (843) ، ومسلم (2/97) ، وابن خزيمة (749) ، وابن حبان
(2014)
، وأبو عوانة (2/271ـ 272) ، والطبراني في"الدعاء "(720 و 722)، والبيهقي (2/186) من طرق عن سُمَيِّ عن أبي صالح عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى، والنعيم المقيم؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموالهم يحجُّون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون؟! قال:
…
فذكره.
فاختلفنا بيننا؛ فقال بعضنا: نسبّح ثلاثاً وثلاثين، ونحمَد ثلاثاً وثلاثين، ونكبّر أربعاً وثلاثين، فرجعت إليه، فقال:
تقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر؛ حتى يكون منهن كلهن ثلاث
وثلاثون.
قلت: وهذا لفظ البخاري.
وقد خالف جميع الرواة عن سُمَيِّ: ورقاء؛ فرواه البخاري (6329) ، والبغوي في "شرح السنة "(0 72) و" التفسير"(7/366) ، والبيهقي (2/186)
…
فذكره،
".. فتسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدون عشراً، وتكبرون عشراً ". وقال الإمام البخاري- عقبه-:
"تابعه عبيد الله بن عمر عن سمي.
ورواه ابن عجلان عن سمي ورجاء بن حيوة.
ورواه جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي الدرداء. ورواه سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت:
أما الأول: فقد تقدم تخريجه ضمن الرواة عن سمي في الإسناد الأول، وهو
في "صحيح البخاري " نفسه.
أما الثاني: فقد رواه مسلم (2/97) ، والبيهقي (2/186) من طريق ليث عن
ابن عجلان به.
ورواه الطبراني في "الأوسط "(5310) و"الصغير"(1094- بترتيبي وتخريجي)
من طريق حيوة بن شريح عن محمد بن عجلان به، ولكنه جعل لفظه:
".. تسبحون الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدونه ثلاثاً وثلاثين، وتكبرونه ثلاثاً وثلاثين ".
وهو مخرج في "الروض النضير"(1094) ، ونقلت فيه كلام الإمام النووي
في قبول الزيادات الواردة في هذه الروايات، وخلاصة ذلك: أن يأتي بثلاث وثلاثين تسبيحة، ومثلها تحميدات، وأربع وثلاثين تكبيرة، ويقول معها: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له
…
) إلى آخرها.
ورواه- هكذا- أيضاً أبو عوانة (2/ 271- 272) ، والطبراني في " الدعاء "(721) - ولم يسق لفظه- من طريقين عن محمد بن عجلان عن رجاء بن حيوة- وحده- عن أبي صالح به.
أما الثالث- وهو حديث أبي الدرداء-؛ فسيأتي تخريجه مستقلاً- بعد-.
أما رواية سهيل:
فقد أخرجها مسلم (2/97- 98) - مختصراً متنه- من طريق روح عن سهيل به.
ورواه النسائي في "عمل اليوم والليلة "(145) ، والبغوي في "شرح السنة "(717) من طريقين عن ابن عجلان عن سهيل به.
الثاني من الرواة عن أبي هريرة: سعيد (1) :
رواه أبو يعلى (6587) من طريق أبي معشر عن سعيد به.
وأبو معشر: ضعيف؛ أسن واختلط؛ كما قال الحافظ في "التقريب ".
الثالث من الرواة عن أبي هريرة: محمد بن أبي عائشة.
رواه أبو داود (1504) ، والدارمي (1/312) ، وابن حبان (2015)، وأحمد (2/238) من طريق الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة قال:
قال أبو ذر: يا رسول الله! ذهب أصحاب الدثور بالأجر
…
فذكره بطوله.
وإسناده صحيح، محمد بن أبي عائشة من رجال مسلم، ووثقه ابن معين، وقال ابن أبي حاتم:
"ليس به بأس ".
ثم رأيته مخرجاً في هذه "السلسلة"(رقم 100) ؛ فلينظر.
(1) ويحتمل أن يكون ابن أبي سعيد المقبري، أو ابن المسيب، فكلاهما من شيوخ أبي معشر، ومن الرواة عن أبي هريرة؛ وإن كان الأول أرجح عندي، والله أعلم.
أما حديث أبي الدرداء:
فقد رواه عنه ثلاثة:
الأول: أبو عمر الصيني، ورواه عنه جماعة:
رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة "(49 1) ، وعبد الرزاق (3187) ، وا بن
أبي شيبة (10/235) ، والطبراني في "الدعاء"(708) من طريق الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عنه.
ورواه النسائي (150و151) ، وابن أبي شيبة (10/235) ، وأحمد (6/446) ، وابن الجعد في "مسنده "(160)، ومن طريقه: المزي في "التهذيب"(34/111) ، والطبراني في "الدعاء"(710و711) من طريق شعبة ومالك بن مغول عن الحكم عنه.
ورواه الطبراني (712) من طريق ميمون بن أبي شبيب عنه.
ورواه- أيضاً- الطبراني (713) من طريق يونس بن خباب عنه.
الثاني: أبو صالح:
رواه النسائي (47 1) ، وابن أبي شيبة (13/453) ، والطبراني في"الدعاء "(709) ، من طريق أبي الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع عنه.
ورواه الطيالسي (1235- ترتيبه) من طريق سلام عن عبد العزيز عنه.
ورواه ابن أبي شيبة (13/453)، والإسماعيلي- ومن طريقه: الحافظ ابن حجر في "التغليق "(5/143) - من طريق جرير عن عبد العزيز عنه.
الثالث: عبد الرحمن بن أبي ليلى:
رواه المروزي في "زوائد الزهد "(1159) ، والطبرا ني (714) ، والبزار (3095- زوائده) من طريق ليث بن أبي سليم عن الحكم بن عتيبة عنه.
ولقد روى الحديث: شريك عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي عمر عن أم الدرداء قالت:
نزل بأبي الدرداء
…
فذكرت الحديث ضمن قصة.
رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة "(148) ، والطبراني في "الدعاء "
(707)
.
وشريك؛ سيئ الحفظ.
وأما أبو عمر- الراوي عن أبي الدرداء-؛ فقد روى عنه جماعة، ولم يوثق، وقال الحافظ ابن حجر:
"مقبول، وروايته عن أبي الدرداء مرسلة ".
قلت: لعل اعتماد الحافظ في هذا على رواية شريك؛ وفيه ما ذكرت!
أما حديث أبي ذر:
فقد تقدم تخريجه في هذه "السلسلة"(1125)، ولْيُزَد على مصادره:
ابن خزيمة (748) ، والحميدي (133) ، والمروزي في"زوائد الزهد"(1157) ؛
وزاد الأولان: "وعند منامك مثل ذلك ".
وإسنادها صحيح.
(تنبيه) : عزا الحديث حسين أسد الداراني في تعليقه على "مسند الحميدي " لمسلم في "صحيحه "!
فأقول: نعم؛ لكن من غير هذه الطريق.
وقد تقدم ذكر رواية مسلم من طريق أبي هريرة، وفيها قصة عن أبي ذر.
أما حديث ابن عباس:
فقد رواه الترمذي (2/ 264- 265) ، والننسائي (1/199) ، وغيرهما؛ وهو مخرج في "التعليق الرغيب "(2/260) ؛ حيث بينت ضعف سنده، وأن في متنه ما ينكر!
أما حديث ابن عمر:
فقد رواه البزار (3094) من طريق موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
…
فذكره بطوله، ثم قال البزار- عقبه-:
"وعلته موسى بن عبيدة".
وبه أعله الهيثمي في "المجمع "(10/101) .
ثم رأيت للحديث طريقين مرسلين في "مصنف عبد الرزاق "(3181 و3185) عن عطاء، وعن قتادة.
وخلاصة القول؛ أن الحديث صحيح جدّاً، وأن اختلاف بعض ألفاظه مما لا يؤثر فيه شيئاً.
والحمد لله على توفيقه؛ وأسأله سبحانه المزيد من فضله. *