الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال طاوس: قلت لابن عباس: ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكر الحديث بتمامه.
(تنبيه) : لقد قصر الحافظ السيوطي في تخريج هذا الحديث؛ فإنه اقتصر في "الزيادة على الجامع " على عزوه لأحمد وابن حبان فقط!
وأما جملة (مس الطيب) التي لم يعرفها ابن عباس؛ فقد صحت عن غير ما واحد من الصحابة؛ منهم: أبو سعيد الخدري.
رواه الشيخان، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" برقم (372) .
ومنهم: عبد الله بن عمرو؛ عند ابن خزيمة وغيره، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" برقم (375) . *
3511
- (إنّ الكافر ليزيدُه الله عز وجل ببكاءِ أهلهِ عذاباً) .
أخرجه البخاري (1287 و1288) ، ومسلم (3/42- 43) ، وابن حبان (5/54/ 3126)، وأحمد (1/41- 42) كلهم من طريق عبد الله بن أبي مُليكة قال:
كنت عند عبد الله بن عمر، ونحن ننتظر جنازة أم أبان ابنة عثمان بن عفان، وعنده عمرو بن عثمان، فجاء ابن عباس يقوده قائد، قال: فأراه أخبره بمكان ابن عمر، فجاء حتى جلس إلى جنبي، وكنت بينهما؛ فإذا صَوْتٌ من الدار، فقال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه "، فأرسلها عبد الله مرسلة.
قال ابن عباس:
كنا مع أمير المؤمنين عمر، حتى إذا كنا بالبيداء؛ إذا هو برجل نازل في ظل
شجرة، فقال لي: انطلق فاعلم من ذاك؟ فانطلقت؛ فإذا هو صهيب، فرجعت إليه فقلت: إنك أمرتني أن أَعْلَمَ لك من ذاك؟ وإنه صهيب. فقال: مروه فليلحق بنا. فقلت: إن معه أهله! قال: وإن كان معه أهله- وربما قال أيوب مرة: فليلحق بنا-! فلما بلغنا المدينة؛ لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب، فجاء صهيب، فقال: واأخاه! واصاحباه! فقال عمر: ألم تعلم- أو لم تسمع- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه "؟!
فأما عبد الله فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال: "ببعض بكاء
…
".
فأتيت عائشة- رضي الله عنها، فذكرت لها قول عمر؟ فقالت: لا والله! ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الميت يعذب ببكاء أحد! ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذكرت الحديث. [قالت] :
وإن الله لهو أضحك وأبكى، {ولا تزر وازرة وزر أخرى} !
قال أيوب: وقال ابن أبي مليكة: حدثني القاسم قال:
لما بلغ عائشة رضي الله عنها قول عمر وابن عمر؛ قالت:
إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين، ولا مكذبين، ولكن السمع يخطئ.
وأخرجه النسائي (1/263) ببعض اختصار.
(تنبيه) : من الواضح من السياق المتقدم: أن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تخطِّئ عمر، وابنه- رضي الله عنهما فيما. سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الميت ليعذب ببكاء- أو ببعض بكاء- أهله عليه ". وعللت ذلك بأن السمع يخطئ، فتذهب إلى أن الصواب في الحديث: أن الكافر هو الذي يعذب ببكاء أهله.